التحذير الأمريكي للسيسي بمصير السادات.. ماذا يعني؟


كتب/ عبدالحميد شومان
"أنت مش خايف من مصير الرئيس السادات".. تحذير من قبل أعضاء الكونجرس الأمريكي، للرئيس عبدالفتاح السيسى بأن يكون مصيره هو مصير الرئيس الراحل أنور السادات، الذي اغتالته الجماعات المتطرفة عقب إبرامه اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل بعد حرب أكتوبر.
الرئيس السيسي، رد على هذا التحذير، بما ينم عن إيمان كامل بالله سبحانه وتعالي، قائلا "الرئيس السادات أنقذ أرواح مئات الآلاف من المصريين، وإذا كانت حياتي ثمنها إنقاذ أرواح آلاف المصريين فهذا ثمن ليس كبيرًا، ومفيش حد أبدًا هياخد عمر حد قبل أوانه أو بعد أوانه، وكل حاجة مقدرة بإرادة الله".
يطرح التحذير الأمريكي، الكثير من التساؤلات حول المغزى منه، الأمر الذي أوضحه سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، قائلا "أمريكا بشكل عام والكونجرس بشكل خاص أكثر تعاطفا مع جماعة الإخوان الإرهابية من أي طرف آخر، ويعكس ذلك لقاء قيادات الجماعة بأعضاء الكونجرس والتقاطهم الصور هناك".
وقال إن الكونجرس، أطلق تحذيره للرئيس السيسي في اللقاء الأخير الذي جمعهما، كما أشار الرئيس نفسه، نظرًا لخطورة جماعات التيار الإسلام السياسي وأن جماعة الإخوان تعطي هذه الاعتبار جدية كبيرة.
وأكد أن الرئيس لا يعير الجماعة أي اهتمام ويركز علي القضايا الداخلية والتحديات التي تواجه مصر والقمة العربية والمؤتمر الاقتصادي، مشيرا إلي أن أمريكا تحاول إلقاء الخوف في قلوب الكثيرين، وهو ما رد عليه الرئيس بشكل قاطع بأنه لا يخشي أي شيء.
ولفت إلي أن أمريكا على صلة بالجماعة الإرهابية، وتحاول الضغط من خلال هذه التحذيرات لكسب ود جماعة الإخوان ومحاولة دمجها في المشهد السياسي وهو أمر مرفوض تماما، ولن يقبل به الشعب المصري.
" تهديد أمريكي في غلاف نصيحة" هكذا رأي مروان يونس، مستشار الإعلام والتخطيط السياسي، التحذير الأمريكي للرئيس السيسي، واعتبره ينطوي علي رسالتين، الأولي محاولة الكونجرس الأمريكي إدخال الإسلام السياسي وإعادة الإرهاب السياسي إلي المعادلة السياسية مرة أخرى، وذلك بتذكير الرئيس بما حدث للرئيس الراحل أنور السادات، والترويج بأن المعركة مع تيار الإسلام السياسي عقيمة.
ولفت إلي أن الشق الآخر من الرسالة ينطوي علي تهديد للرئيس السيسي، بالعودة إلي وضع مصر بعد حرب أكتوبر ونجاحها في تخطي الأزمة وتحقيق فائض في الميزانية، واليوم مصر بصدد تحقيق الموازنة مرة أخرى بعقد المؤتمر الاقتصادي ومشروع قناة السويس الجديدة وغيرها من المشروعات القومية التي تم الإعلان عنها، بما يعني أن مصر في طريقها إلي تحقيق هذا الظرف التاريخي مرة أخرى، والخروج من عنق الزجاجة، كما فعل السادات في آخر أيامه.
وأشار إلي أن التهديد الأمريكي مفاده أن أمريكا لن تترك مصر تمر بسهولة، ورد الرئيس السيسي علي ذلك كان هام جدا بأن كل ما يفعله من أجل الصالح الوطني، وحتى وإذا كان علي حساب حياته، لأن المصريين اختاروه للعبور بهم من هذه المرحلة.
وقال محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية، بأن الولايات المتحدة الأمريكية تخشي تكرار سيناريو اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات علي أيدي الجماعات المتطرفة، وذلك ربما لفهمهم أن تيار الإسلام السياسي اغتال الرئيس السادات، بما يدل علي خطورة هذا التيار، الذي لا يتورع عن العنف والقتل في تنفيذ مخططاته.
وأوضح أنه لا يمكن الجزم بأن هناك معلومات استخباراتية بناء علي هذا التحذير تفيد بأن هناك مخطط لاغتيال الرئيس السيسي علي أيدي جماعات الإسلام السياسي، وإنما تذكير بالأمر فقط.
Share on Google Plus

About صوت الناس الاخبارية

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment