كشفت مراكز بحثية دولية عن سفر نحو 200 فتاة من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ضمن 3 آلاف مقاتل غربى، للزواج والقتال ضمن صفوف تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ«داعش» فى سوريا، منذ بدء الثورة السورية قبل 3 أعوام ونصف العام، وأوضحت المراكز أن التنظيم يستخدم بعض الفتيات الأوروبيات المنضمة إلى صفوفه لمخاطبة أصدقائهن وصديقاتهن عبر الإنترنت، وإقناعهم بالسفر والزواج، كما يستخدم التنظيم شبكات للمجاهدين المتشددين الموجودين فى أوروبا منذ منتصف السبعينات لتجنيد عناصر جدد. وقالت دراسة لمركز «سوفان» البريطانى، المتخصص فى مراقبة الحركات الجهادية، إن التنظيم يستخدم معظم الفتيات فى مخاطبة واستقطاب أصدقائهن من خلال الإنترنت، الأمر الذى اتضح فى تدوينات «أقصى محمود» على هاشتاج «جهاد 5 نجوم» على موقع تويتر، كما يستخدمهن كورقة ضغط على الحكومات الأوروبية، حال عودتهن إلى بلادهن، إلا أن تقارير المركز البريطانى تؤكد أن معظمهن يقول إنه جرى خداعهن. وكانت الفتاة أقصى محمود، 20 سنة، قد سافرت إلى سوريا من دون علم أهلها، وأنجبت من أحد المقاتلين، وتعمل فى كتيبة الخنساء فى الرقة. وأشارت الإحصائيات التى خرجت عن أجهزة الأمن الأوروبية إلى أن أعمار الفتيات تتراوح بين 14 و25 عاماً، بينهن 60 فتاة من فرنسا، و50 من بريطانيا، و40 من ألمانيا، ونحو 14 فتاة من أستراليا، فيما تقول إحصائيات إن نحو 150 شاباً وفتاة سافروا من أمريكا للقتال فى سوريا. فى سياق متصل، نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، تقريراً مطولاً عن نماذج من الفتيات اللاتى سافرن من دول مختلفة، موضحة أن 3 أسباب تقف وراء سفرهن، وهى المشاركة فى القتال، وهؤلاء عددهن قليل جداً، أو للزواج من مقاتلين لديهم هدف يموتون من أجله، ليصبحن زوجات شهداء، أو المشاركة فى بناء مجتمع مسلم، من خلال الإنجاب وتربية الأبناء وفقاً لفهمهن للدين. ومن النماذج التى ذكرها تقرير «الجارديان» نورا الباسى من فرنسا، التى تبلغ من العمر 15 سنة، وكانت تأمل فى أن تصبح طبيبة، إلا أنها انخرطت مع مجموعة من المتطرفين فى باريس، قبل سفرها بعدة أشهر، وخدعت عائلتها، مدعية أنها فقدت بطاقة هويتها، لتحصل على جواز سفرها، وذهبت للمدرسة صباح يوم ولم تعد، فاكتشفوا فيما بعد أنها سافرت لتركيا ومنها لسوريا، وحينما علم شقيقها سافر لإنقاذها لكنها رفضت العودة معه، وبعد عدة أيام اكتشفت أسرتها أنها أنشأت صفحة أخرى غير صفحتها على موقع فيس بوك، وبدأت فى التواصل مع من جندوها للسفر لسوريا. وذكر التقرير أنه بعد عدة أيام من سفر «نورا»، تلقى والدها اتصالاً من شخص يتحدث الفرنسية، يطلب منه أن يسمح لابنته بالزواج من أحد المقاتلين، فرفض الأب، ولكن عائلتها علمت فيما بعد أنها تزوجت وحملت، لكن أخاها حين عاود الاتصال بها مؤخراً، كما يؤكد التقرير، قال إنها ليست سعيدة، وإنها خُدعت وتريد العودة.
Blogger Comment
Facebook Comment