الكاتب/ وجيه خوجه |
بقلم / وجية خوجة
مبروك يا كارم الف مبروك انت كدة خلصت دراستك وخدت شهادتك يالا بقا عاوزين نفرح بيك
كلمات تبادرت الى ذهنى وانا اطير فى الهواء من قوة الانفجار ويدور امام عيناى شريط حياتى كمسلسل تمضى سريعا حلقاتة
ماذا تفعل يا كارم وقد نجحت فى دراستك واخذت الشهادة هل اعمل مع ابناء عمومتى فى ورشة الاخشاب هل تسافر الى الساحل الشمالى وتعمل مع ابناء قريتك فى المعمار هل تنزل الاسكندرية وتعمل مع اولاد خالتك هل تسافر وتترك والدتك وحدها وهى التى قد ترملت بعد وفاة والدك ولم يعد لها سند سوانا
انا واخى الذى يؤدى الخدمة العسكرية ليدافع عن الوطن وترابة وعن كرامتنا وعزتنا نعم فالارض عزة وتلك ارضنا التى يدافع اخى عنها مع زملاءة
كل تلك الافكار التى كانت تصارعنى كانت تدور امام عينى وانا اشاهد التلفاز فجأة انتفضت من مكانى وانا ارى زملاء اخى ملقون على الارض موثقوا الايدى من الخلف مقتولون بيد الغدر والخيانة
اخى لم يكن بينهم نعم تفحصت الجثث لم يكن بينهم وانسالت الدموع من عينى وتجمعت وهى تابى ان تتساقط على الارض وانهارت مقاومتها وتساقطت من شدة الحزن على اخوتى
نعم فكلهم اخوتى ومع اول دمعه سقطت اتخذت قرارى سانضم الى الجيش لاثار لاخوتى الذين سقطوا ولم يكن لهم ذنب الا حب الوطن والدفاع عن ارضة
سالبس البدلة العسكرية لتزين هيئتى واكون اسدا من اسود قواتنا المسلحة فى حربها مع الارهاب
مازلت اطير فى الهواء وتتناثر من حولى اشلاء زملائى وانا اسمع صوت الشاويش ياكارم انت معفى مؤقتا من الجيش يا ابنى فانت العائل الوحيد لامك لان اخاك يخدم فى القوات المسلحة وقد يكون الاعفاء نهائيا روح يا كارم
انحنيت على يدة لاقبلها لانضم الى الجيش لاثار لاخوتى من كل ارهابى قتل ويقتل اخوتى
افلت يدة من بين يدى بصعوبة ليستجيب لى وليرضخ تحت ضغط دموعى التى كانت ترجوة فرصة الثار لاخوتى ولمصر التى لوثوها بايديهم
كدت اطير من الفرح وانا اسمع مكان كتيبتى فى شمال سيناء
اخيرا تحقق حلمى لاكون وجها لوجة مع فئران الصحراء
كانت تترنم فى داخلى اغانى الزمن الجميل وانا اجلس على بوابة الكتيبة وبيدى سلاحى احرس مدخل الكتيبة مع زملائى وعيناى تمشط الطريق جيئة وذهابا احتضن كتيبتى بعيناى كما كانت امى تحتضننا فى ليالى الشتاء القارصة لتمنحنا الدفئ والامان تترنم اغانى وانا على الربابة بغنى وماسكين فى ايدنا سلاح وصورة وبلادى بلادى بلادى لكى حبى وفؤادى واذا بسيارة صهريج مياة تنحرف فجاة عن الطريق وهى مسرعه بسرعه جنونية صوب البوابه بوابتى قبل ان تكون بوابة الكتيبة اسرعت الية لاوقفة او اردية قتيلا قبل ان يقتحمها ولكن جنون سرعتة المحمومة سبق سرعتى واقتحم البوابة محطمها سحبت اجزاء سلاحى بسرعة البرق لاطلق علية نيران سلاحى وغضب كل مصرى وقبل ان اطلق الرصاصة انفجرت السيارة وتطايرت فى الهواء لا اذكر ماذا حدث بعدها
لا اتذكر سوى اشلاء زملائى تحيط بى من كل جانب وانا اسبح فى الهواء لاستيقظ على يد تربت على راسى وصدرى تطمئننى لافتح عيناى على وجة رجل كثيرا ماتمنيت ان اصافحة اجد فية الاب الذى افتقدتة ولا اتذكرة فقد كنت صغيرا حين ودعنا الى لقاء ربة اجد فى ابتسامتة ما جعلنى استجمع كل قواى وعزمى لتنسال دمعه اخرى تتوسل الية ان يسمح لى ان اعود الى كتيبتى مرة اخرى لالملم اشلاء زملائى واضمد جراح الجرحى منهم واعاود بناء كتيبتى من جديد لاحمل سلاحى مرة اخرى وكانما كان الرجل يسمع صوت عقلى فضغط على يدى وابتسم
انا كارم محمود يوسف انا كل جندى على ارض مصر الطاهرة وافخر بانى من خير اجناد الارض
Blogger Comment
Facebook Comment