لا يجب أن تقف قطاعات من الدولة والمجتمع مكتوفة الأيدي أمام تحريض ما يسمي "الجبهة السلفية" علي أمن واستقرار مصر التي تخوض معركة الوجود في مواجهة الإرهاب. وضد عملاء ينفذون أجندات خارجية لهدم الاستقرار وإشاعة الفوضي في أركان البلاد! فلا يعقل أن تقوم هذه الجهة المفسدة والمخربة بنشر الدعوة لما تطلق عليه "ثورة إسلامية" مسلحة ينزل فيها دعاة الفتنة إلي الشوارع يوم 28 نوفمبر المقبل حاملين كل ما يستطيعون حمله من أسلحة وذخيرة. للانقلاب علي الدولة ودفع البلاد إلي أتون الحرب الأهلية وجرها إلي ساحات الاقتتال الطائفي. بينما أغلب هيئات الدولة وأكثرية المجتمع سادر في غفلته. لا رد فعل يشير إلي الإحساس بالخطر. ولا غضبة مجتمعية تنبئ هؤلاء المتآمرين أن المجتمع يقف في مواجهتهم. ولا إجراءات احترازية. أو تدخلات استباقية تنزع فتيل الانفجار. وتحاصر الفتنة. وتشل أيدي الذين يستهدفون إغراق البلاد في دوامة الدماء والفوضي والخراب! أين الأحزاب السياسية التي لم نسمع لها صوتاً يحذر من عاقبة الانزلاق إلي أتون الصراع المسلح الذي يطالب به هؤلاء الخارجون علي الوطن والشعب؟! أين صوت "المجتمع المدني" بل وأين موقف حماة "حقوق الإنسان" ممن يدعون إلي هدم المجتمع ودفعه دفعاً للاحتراب الأهلي؟! وأين دور مؤسسات الدولة الثقافية والشبابية في توعية المواطنين بخطورة هذه الدعوة الكارثية علي أمن ومستقبل البلاد؟! وأين دور مؤسسة الأزهر في الرد علي مزاعم هؤلاء الإرهابيين الذين يغتصبون الفتوي باسم الدين ويدعون إلي سبيل ربنا جل جلاله. لا "بالحكمة والموعظة الحسنة" وإنما بالتكفير ودفع البلاد لدوامات الدم والخراب والقتل والتدمير؟! وأين دور الإعلام في التنبيه لخطورة هذه الدعوة المسمومة وكشف خلفيات القائمين عليها وفضح ارتباطاتهم المشبوهة وتحذير المواطنين من المشاركة فيها بل ودعوتهم للتصدي لمثيري الفتنة بدلاً من سقوطه في مستنقع تشويه ثورة الشعب العظيمة في 25 يناير 2011 وإهالة التراب عليها وعلي مطالبها وأهدافها؟! وإلي أجهزة الأمن: كيف يتأتي أن يترك المحرضون علي استقرار الدولة والمجتمع طلقاء حتي الآن. بل وأن يسمح لهم بإطلاق مزاعمهم القاتلة من قنوات فضائية مصرية. ومن خلال صفحاتهم التحريضية علي شبكة الإنترنت. لدعوة "ملايين من الشباب والتيارات الدينية" للنزول إلي الشوارع دفاعاً عما يصفونه ب"الهوية الإسلامية" ولتمزيق وحدة الوطن وشق صفوفه وإثارة البغضاء بين أهله وكأن مصر دولة لا يقطنها إلا "الكفرة" وتنتظر دعوة هؤلاء الموتورين الساعين إلي تدمير الوطن وتمزيقه إلي أشلاء علي نحو ما يحدث في سوريا والعراق وليبيا واليمن؟! ولابد في هذا السياق. من التنبيه إلي عدة ملاحظات علي درجة بالغة من الأهمية والخطورة: "أ" إعلان جماعة "أنصار بيت المقدس" الإرهابية المسئولة عن أغلب جرائم القتل والتخريب في الفترة الأخيرة مبايعة "أمير داعش" المدعو إبراهيم بن عواد بن إبراهيم القرشي الحسيني علي السمع والطاعة في العسر واليسر في المنشط والمكره وألا ننازع الأمر أهله إلا أن نري كفراً بواحاً "الوطن. 11/11/2014". "ب" دعوة تنظيم "داعش" الإرهابي الموجهة إلي عصابات التكفير والإرهاب الموجودة في سيناء بنقل هجماتهم إلي داخل البلاد هرباً من حصار القوات المسلحة لأوكارهم وتشتيتاً للجهد الأمني الذي يحكم الحصار حولهم هناك. "ت" الأخبار المتواترة عن مباركة جماعة "الإخوان" الإرهابية لدعوة "الجبهة السلفية" بالنزول المسلح يوم 28 نوفمبر القادم وتوجيه عناصرها وشبابها بالعمل علي إشاعة الفوضي خلاله لتعويض الفشل في محاولات التخريب بالجامعة والأحياء الشعبية والإحباط المترتب علي انتهاء جلسات الأمم المتحدة لمناقشة أوضاع "حقوق الإنسان" في مصر دون تحقيق الأهداف الإخوانية واقتراب وقت الانتخابات البرلمانية التي يعني إنجازها توجيه ضربة قاصمة إلي آمال الجماعة وهي في الحقيقة محض أوهام. في العودة إلي حكم البلاد! كل ما تقدم يوجب الحذر ويفرض التنبيه: احذروا فتنة 28 نوفمبر ولا تأخذنكم رحمة بمن يريد الخراب لمصر "المحروسة"!
This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
Blogger Comment
Facebook Comment