إنه رغم الظلام والانتكاسات التي مرت بالأمة العربية خلال العام المنقضي فلقد ظهرت علامات مضيئة لعل أهمها نجاح الرئيس عبد الفتاح السيسي في إنقاذ مصر من خطر الانزلاق لهوة الانقسام والدمار.
إن الرئيس عبد الفتاح السيسي برز إلى مسرح الأحداث في وقت كانت المنطقة كلها تبدو على خط سريع نحو التفتت التام وهو لم يأت إلى رأس السلطة في أكبر دولة عربية بعملية سياسية عادية بل هو صعد محمولا بتأييد جماهيري غير مسبوق ذهب أولا لإنقاذ مصر عن طريق الهاوية التي كان الإخوان يدفعونها إليها عن علم أو عن جهل لافرق، وكسب بهذا العمل وحده تأييدا عارما من المصريين ومن العرب.
السيسي أظهر وبمجرد فوزه الكاسح بمصب رئاسة الجمهورية أنه لم يأت فقط لمصر منقذا من تداعيات الانتقال الصعب والمؤلم لمرحلة مابعد مبارك ولكنه جاء حاملا لمشروع تغيير وطني وسياسي واقتصادي واجتماعي شامل.
إن السيسي عازما على صنع تاريخ جديد لمصر وستكون له آثاره المباشرة على المنطقة بأسرها يكفي أن نذكر أنه أنهى هذا العام 2014 بالمصالحة مع قطر وبزيارة تاريخية إلى الصين أثمرت إعلانا عن توقيع شراكة استراتيجية بين البلدين وقبل ذلك نجح في توطيد العلاقة مع روسيا، كما فرض على الأمريكيين وعلى الأوروبيين إعادة النظر بمواقفهم.
إن ذلك لم يحدث أن تمكن رئيس مصري في أقل من سنة من كسب ثقة الداخل والخارج بهذه السرعة، فقد كسب السيسي احترام العالم، لكنه في الوقت ذاته قدم صورة عن رئيس حازم ورجل قوي مستعد للعمل.
أن المسار الإصلاحي الذي قاده الرئيس عبد الفتاح السيسي أثبت أن الشعب المصري ليس ضد الإصلاحات بل ضد الحكم عندما يفقد مصداقيته، وقد لاقت قرارات إصلاح الدعم وتسديد المستحقات النفطية والإجراءات الضريبية الأخرى الهادفة إلى تعزيز بند الدخل في الميزانية ترحيبا من الأوساط المالية الدولية ولاسيما من رئيسة صندوق النقد الدولي ونشرت الصحف الاقتصادية ذات النفوذ تعليقات أبدت إعجابها بالخطوات الحاسمة للرئيس السيسي.
أن صندوق النقد تحرك لدعم الإجراءات المصرية بقرار إرسال بعثته السنوية لتقييم الوضع النقدي المصري في نهاية الصيف وذلك بعد أن توقف عن ذلك منذ عام 2010.
أن الرئيس السيسي نجح في تحسين صورة مصر وقدرتها على تسديد التزاماتها الدوليةوكذلك جاذبيتها للاستثمارات.

Blogger Comment
Facebook Comment