مطلوب رئيس لأميركا... الخبرة غير ضرورية
متابعة / عبدالحميد شومان : إيلاف
غيّر الجمهوريون والديمقراطيون نظرتهم إلى مؤهلات الرئيس القادم إلى البيت الأبيض، فلم تعد سنوات الخبرة السياسية المتراكمة مقياسًا أساسيًا لاختيار الرئيس العتيد.
في سنة 2008، كان الجمهوريون يهاجمون السناتور الشاب باراك اوباما، المرشح للانتخابات الرئاسية، بسبب قلة خبرته. وبعد سبع سنوات، انقلبت مواقفهم واصبحوا يركزون على كيفية تهشيم صورة هيلاري كلينتون، السياسية الاكثر خبرة في تاريخ الولايات المتحدة.
انقلبت الصورة
الجمهوريون يعتمدون الآن رسالة معاكسة قبل الانتخابات المرتقبة في سنة 2016 لاختيار خلف لاوباما، تقول إنه آن الاوان لافساح المجال امام الشبان. فالديموقراطية كلينتون، التي كانت سيدة اولى وشغلت منصبي سناتور ووزيرة خارجية، تتمتع بقرابة ثلاثة عقود من الخبرة، وتواجه ثلاثة من اعضاء مجلس الشيوخ اعلنوا ترشيحهم للانتخابات التمهيدية لدى الجمهوريين، ولم يمضوا سوى بضع سنوات في واشنطن.
وفي سنة 2008، انتخب الاميركيون اوباما رمز التغيير والتجدد في مواجهة السناتور جون ماكين، بطل الحرب، والذي يكبره بـ 25 سنة، فيما كانت اميركا لا تزال ضالعة في حربين، العراق وافغانستان. والاشخاص أنفسهم، الذين كانوا يشيدون بحكمة رجل الدولة جون ماكين، يمدحون المسيرة القصيرة للمرشحين الجمهوريين اليوم، والتي لا لبس فيها، كما يقولون.
أخطاء أقل
قال ريتشارد شلبي، احد اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي لوكالة الصحافة الفرنسية: "تغيّرت أمور كثيرة في السياسة، وفي نهاية الامر وبالنسبة للرئاسة، لا اعتقد ابدًا بأن الخبرة كانت عنصرًا مهمًا".
حتى ماكين الذي كان ينتقد سذاجة منافسه اوباما في 2008 يقول اليوم إن الاميركيين مستعدون لانتخاب شخصيات حديثة العهد في السياسة، مثل ماركو روبيو وتيد كروز وراند بول، الاعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ الذين اعلنوا ترشيحهم رسميًا لخوض الانتخابات التمهيدية. ولم يكن أي من هؤلاء معروفًا على المستوى الوطني قبل خمس سنوات. وقد انتخب روبيو وبول في مجلس الشيوخ عام 2010 وكروز في 2012.
وقال ماكين: "هل كان من الافضل أن تكون لديهم خبرة اطول في مجلس الشيوخ؟ بالتأكيد نعم، لكن اعتقد أن الاميركيين سيحكمون عليهم اكثر بناء على رؤيتهم، والطريقة التي يختبرونهم فيها، فإذا أحبوا شخصًا ما وظنوا أنه سيكون رئيسًا جديًا، فاعتقد أن مدى خبرته في مجلس الشيوخ لن يكون لها تأثير كبير". فمسيرة سياسية قصيرة نسبيًا تتضمن أخطاء وهفوات أقل وفضائح أقل.
فساد النظام
يقول لاري ساباتو من جامعة فرجينيا: "إنه فساد النظام". فالمرشحون الذين يتولون مقاعد منذ عقود في الكونغرس يمكن أن يتعرضوا لهجمات بسبب تصريحاتهم أو تصويتهم، خصوصًا من قبل حزب حركة الشاب المحافظة المتشددة، والتي تتمثل مهمتها اخراج المرشحين من السباق. وبالنسبة لهذه الحركة المعارضة لواشنطن، فإن مرشحًا ما من نظام العاصمة الفدرالية يعتبر عارًا.
وروبيو (43 عامًا) يصغر هيلاري كلينتون بحوالى 24 سنة، واعلن ترشيحه للبيت الابيض في نيسان (ابريل)، وبدون تسميتها وصف المرشحة الديموقراطية بأنها "زعيمة الامس".
وكذلك غيّر الديموقراطيون رسالتهم. فبعدما رددوا "نعم بمقدورنا" في سنة 2008 من اجل انتخاب اوباما، يمدحون اليوم قوة كلينتون وقدرتها على ادارة الازمات الدولية وتسريع الانتعاش الاقتصادي الاميركي.
وقالت السناتور الديموقراطية جاين شاهين، الحاكمة السابقة لولاية نيوهامبشر، والتي تدعم كلينتون: "الناخبون يبحثون عن شخص يتمتع بالخبرة، يكون قادرًا على تحمل المسؤوليات فورًا، من دون انتظاره ليتعلم تنفيذ المهمة".
خبرة تنفيذية
وهذا ما يقوله الحاكمون الجمهوريون، الحاليون أو السابقون، الذين يرتقب أن يخوضوا السباق للانتخابات التمهيدية. فقد حكم جيب بوش ولاية فلوريدا ثماني سنوات، وريك بيري 15 عامًا، وسكوت ووكر المرشح غير الرسمي للانتخابات التمهيدية يتولى اليوم منصب حاكم ولاية ويسكونسن. وهم يؤكدون جميعًا أن خبرتهم "التنفيذية" هي الأفضل من اجل تولي الرئاسة الاميركية في كانون الثاني (يناير) 2017، رغم أن ضعفهم في مجال السياسة الخارجية قد لا يصب في مصلحتهم.
وفي نهاية الامر، العديد من العناصر ستكون امام الناخبين لتحديد خيارهم في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016، والخبرة أحدها. وقال السناتور ليندسي غراهام، المرشح المحتمل للانتخابات التمهيدية: "من اجل خلافة اوباما، يريد الناس شخصًا ناضجًا، يكون قادراً على اتخاذ قرارات صائبة".
متابعة / عبدالحميد شومان : إيلاف
غيّر الجمهوريون والديمقراطيون نظرتهم إلى مؤهلات الرئيس القادم إلى البيت الأبيض، فلم تعد سنوات الخبرة السياسية المتراكمة مقياسًا أساسيًا لاختيار الرئيس العتيد.
في سنة 2008، كان الجمهوريون يهاجمون السناتور الشاب باراك اوباما، المرشح للانتخابات الرئاسية، بسبب قلة خبرته. وبعد سبع سنوات، انقلبت مواقفهم واصبحوا يركزون على كيفية تهشيم صورة هيلاري كلينتون، السياسية الاكثر خبرة في تاريخ الولايات المتحدة.
انقلبت الصورة
الجمهوريون يعتمدون الآن رسالة معاكسة قبل الانتخابات المرتقبة في سنة 2016 لاختيار خلف لاوباما، تقول إنه آن الاوان لافساح المجال امام الشبان. فالديموقراطية كلينتون، التي كانت سيدة اولى وشغلت منصبي سناتور ووزيرة خارجية، تتمتع بقرابة ثلاثة عقود من الخبرة، وتواجه ثلاثة من اعضاء مجلس الشيوخ اعلنوا ترشيحهم للانتخابات التمهيدية لدى الجمهوريين، ولم يمضوا سوى بضع سنوات في واشنطن.
وفي سنة 2008، انتخب الاميركيون اوباما رمز التغيير والتجدد في مواجهة السناتور جون ماكين، بطل الحرب، والذي يكبره بـ 25 سنة، فيما كانت اميركا لا تزال ضالعة في حربين، العراق وافغانستان. والاشخاص أنفسهم، الذين كانوا يشيدون بحكمة رجل الدولة جون ماكين، يمدحون المسيرة القصيرة للمرشحين الجمهوريين اليوم، والتي لا لبس فيها، كما يقولون.
أخطاء أقل
قال ريتشارد شلبي، احد اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي لوكالة الصحافة الفرنسية: "تغيّرت أمور كثيرة في السياسة، وفي نهاية الامر وبالنسبة للرئاسة، لا اعتقد ابدًا بأن الخبرة كانت عنصرًا مهمًا".
حتى ماكين الذي كان ينتقد سذاجة منافسه اوباما في 2008 يقول اليوم إن الاميركيين مستعدون لانتخاب شخصيات حديثة العهد في السياسة، مثل ماركو روبيو وتيد كروز وراند بول، الاعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ الذين اعلنوا ترشيحهم رسميًا لخوض الانتخابات التمهيدية. ولم يكن أي من هؤلاء معروفًا على المستوى الوطني قبل خمس سنوات. وقد انتخب روبيو وبول في مجلس الشيوخ عام 2010 وكروز في 2012.
وقال ماكين: "هل كان من الافضل أن تكون لديهم خبرة اطول في مجلس الشيوخ؟ بالتأكيد نعم، لكن اعتقد أن الاميركيين سيحكمون عليهم اكثر بناء على رؤيتهم، والطريقة التي يختبرونهم فيها، فإذا أحبوا شخصًا ما وظنوا أنه سيكون رئيسًا جديًا، فاعتقد أن مدى خبرته في مجلس الشيوخ لن يكون لها تأثير كبير". فمسيرة سياسية قصيرة نسبيًا تتضمن أخطاء وهفوات أقل وفضائح أقل.
فساد النظام
يقول لاري ساباتو من جامعة فرجينيا: "إنه فساد النظام". فالمرشحون الذين يتولون مقاعد منذ عقود في الكونغرس يمكن أن يتعرضوا لهجمات بسبب تصريحاتهم أو تصويتهم، خصوصًا من قبل حزب حركة الشاب المحافظة المتشددة، والتي تتمثل مهمتها اخراج المرشحين من السباق. وبالنسبة لهذه الحركة المعارضة لواشنطن، فإن مرشحًا ما من نظام العاصمة الفدرالية يعتبر عارًا.
وروبيو (43 عامًا) يصغر هيلاري كلينتون بحوالى 24 سنة، واعلن ترشيحه للبيت الابيض في نيسان (ابريل)، وبدون تسميتها وصف المرشحة الديموقراطية بأنها "زعيمة الامس".
وكذلك غيّر الديموقراطيون رسالتهم. فبعدما رددوا "نعم بمقدورنا" في سنة 2008 من اجل انتخاب اوباما، يمدحون اليوم قوة كلينتون وقدرتها على ادارة الازمات الدولية وتسريع الانتعاش الاقتصادي الاميركي.
وقالت السناتور الديموقراطية جاين شاهين، الحاكمة السابقة لولاية نيوهامبشر، والتي تدعم كلينتون: "الناخبون يبحثون عن شخص يتمتع بالخبرة، يكون قادرًا على تحمل المسؤوليات فورًا، من دون انتظاره ليتعلم تنفيذ المهمة".
خبرة تنفيذية
وهذا ما يقوله الحاكمون الجمهوريون، الحاليون أو السابقون، الذين يرتقب أن يخوضوا السباق للانتخابات التمهيدية. فقد حكم جيب بوش ولاية فلوريدا ثماني سنوات، وريك بيري 15 عامًا، وسكوت ووكر المرشح غير الرسمي للانتخابات التمهيدية يتولى اليوم منصب حاكم ولاية ويسكونسن. وهم يؤكدون جميعًا أن خبرتهم "التنفيذية" هي الأفضل من اجل تولي الرئاسة الاميركية في كانون الثاني (يناير) 2017، رغم أن ضعفهم في مجال السياسة الخارجية قد لا يصب في مصلحتهم.
وفي نهاية الامر، العديد من العناصر ستكون امام الناخبين لتحديد خيارهم في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016، والخبرة أحدها. وقال السناتور ليندسي غراهام، المرشح المحتمل للانتخابات التمهيدية: "من اجل خلافة اوباما، يريد الناس شخصًا ناضجًا، يكون قادراً على اتخاذ قرارات صائبة".
Blogger Comment
Facebook Comment