ذكري تحرير سيناء:

نافذة الوطن
تمثل سيناء منطقة استراتيجية مهمة لمصرفقد دخل من خلالها الغزاة كما كانت مسرحاً لمعارك كبرى، وهي البوابة الشرقية وحصن الدفاع الأول عن أمن مصر، وقد شهدت سيناء حرب ١٩٦٧ ومن بعدها الاستنزاف، ثم حرب ٦ أكتوبر١٩٧٣، واليوم تحتفل مصر بمرور٣٣ عاما على تحرير سيناء الذي تم «زي النهارده» في ٢٥ أبريل ١٩٨٢.
وعلى إثر الانتصارات التي حققتها مصر في حرب أكتوبر ١٩٧٣ سارعت الولايات المتحدة لإنقاذ حليفتها إسرائيل، وتدخل مجلس الأمن الدولي لإنهاء المعارك، إلى أن تم وقف إطلاق النار في ٢٨ أكتوبر ١٩٧٣، وتم الدخول في مباحثات عسكرية للفصل بين القوات وبدأت مفاوضات الكيلو ١٠١.
وعلى إثر ذلك شهدت عملية الانسحاب من سيناء 3 مراحل أساسية، كانت الأولى النتيجة العملية المباشرة للحرب وانتهت في ١٩٧٥، وتم في هذه المرحلة استرداد منطقة المضايق الاستراتيجية وحقول البترول على الساحل الشرقى لخليج السويس، ثم نفذت المرحلتان الثانية والثالثة في إطار معاهدة السلام (١٩٧٩- ١٩٨٢) وتضمنت المرحلة الثانية انسحاباً كاملاً من خط «العريش- رأس محمد»، وانتهت في يناير١٩٨٠ وتم تحرير ما يقرب من ثلثي مساحة سيناء.
أما الثالثة فقد أتمت إسرائيل فيها الانسحاب إلى خط الحدود الدولية الشرقية لمصر، حيث تم تحرير سيناء فيما عدا الشبر الأخير ممثلا في مشكلة طابا التي أوجدتها إسرائيل في آخر أيام انسحابها، وقام الرئيس الأسبق حسني مبارك «زي النهارده» في ٢٥ إبريل عام ١٩٨٢ برفع العلم المصري على سيناء.
وقد استغرقت المعركة الدبلوماسية لتحرير طابا 7 سنوات من الجهد الدبلوماسي المكثف، وانتهت باسترداد الشبر الأخير من أرض سيناء ورفع عليه الرئيس مبارك علم مصر في مارس١٩٨٩ بعد إزالة الوجود الإسرائيلي من المنطقة، وتقرر أن يكون ٢٥ إبريل من كل عام عيدا قوميا.
ولطابا أهمية أخرى في فصول التاريخ المصرى أشهرها حادثة طابا عام ١٩٠٦، عندما حدث خلاف بين مصر والدولة العثمانية على تعيين الحدود بين مصر وفلسطين التي كانت تابعة للدولة العثمانية، وانتهى الأمر باتفاق لرسم الحدود من طابا إلى رفح وتم تعيين علامات الحدود، وعند تطبيق معاهدة السلام المصرية ناورت إسرائيل وجادلت حول العلامات الحدودية التاريخية، واتفق الطرفان على مبدأ التحكيم الدولي الذي انتهي لصالح مصر في ٢٩ سبتمبر ١٩٨٨.
ويقول اللواء الدكتور أحمد عبدالحليم أستاذ العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصر إنه في مايو 1985، تم تشكيل اللجنة القومية لطابا برئاسة عصمت عبدالمجيد وعضوية 24 خبير،منهم 9 من خبراء القانون، و2 من علماء الجغرافيا والتاريخ، و5 من أكبر الدبلوماسيين بوزارة الخارجية، و8 من العسكريين وخبراء المساحة العسكرية وكانت لجنة مشارطة التحكيم برئاسة نبيل العربي، ممثل الحكومة المصرية أمام هيئة التحكيم في جنيف وبعضوية أمين المهدي، ومفيد شهاب، ومحسن حمدي، وأحمد ماهر، ويونان لبيب رزق، ومحمد بسيوني وغيرهم ممن لاتسعفني الذاكرة لتذكرهم وهو وفد مصري عظيم على درجة عالية من الوطنية وكانت إسرائيل تريد اللجوء لتحكيم محلي ولكن مصر أصرت على التحكيم الدولي الذي حكم لصالح مصر في النهاية وسيظل يوم 25 أبريل من التواريخ الوطنية المضيئة والمشرفة في التاريخ المصري.
Share on Google Plus

About صوت الناس الاخبارية

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment