نافذة الوطن
كان اليوم هو الجمعة «زي النهارده» في 11 فبراير 2011 عندما أعلن عمر سليمان عن تنحي الرئيس المصري حسني مبارك بعد حكم دام 30 عاما لمصر وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد.. وضج ميدان التحرير وسط القاهرة بمظاهر فرح المحتجين الذين اعتصموا فيه لنحو أسبوعين، وخرج مئات الألوف في مسيرات احتفالية.
وجاء قرار مبارك بالتنحي عن السلطة بعد 17 يوما من الاحتجاجات المليونية شهدتها القاهرة وعددا من المدن المصرية تطالبه بالرحيل والتنحي عن الحكم وكان مبارك قام يوم الخميس تفويض سلطاته إلى نائبه عمر سليمان وكان خطاب سليمان هو اللحظة الختامية في مغادرة مبارك وعائلته لقصر العروبة.
لكن الساعات التي سبقت هذا الخطاب حملت أسرارًا كثيرة، لم يكشف عنها بشكل كامل حتى الآن حيث شملت مشاجرات واختلافات وتشنجات من الدائرة التي أحاطت بالرئيس مبارك، بدءًا من جمال وعلاء وسوزان، مرورًا بشخصيات مثل الدكتور زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق.
وقيل أن علاء مبارك كان غاضبا من جمال مبارك واتهمه بأنه هو السبب في كل ما جرى، وصممً أن يكون خطاب والده هو خطاب التنحي لإنهاء حكمه للحفاظ على والده من أي مخاطر قد تحدث حال رفضه التنحي عن منصبه.
وانتظرت الجماهير المضمون الذي سيقوله مبارك ولما استمعوا إلى ما قاله من إجراء تعديلات دستورية ونقل صلاحياته إلى نائب رئيس الجمهورية اللواء عمر سليمان، بالإضافة إلى عدم ترشحه لفترة لرئاسية، جديدة انفجرت الشعارات من جديد «الشعب يريد إسقاط النظام» و«يسقط يسقط حسنى مبارك»، وصممت قيادة القوات المسلحة على التمسك بموقفها بعدم التعرض لهذه المظاهرات الزاحفة، ورفضت نزول الأمن المركزي.
وعرض سليمان وشفيق على المشير مسألة إدارة شؤون البلاد في هذا الظرف العصيب، ولم تكن هناك رغبة للمشير وطلب منهما أن يعرضا الأمر على المجلس الأعلى، وعاد المشير طنطاوي، وتباحث الثلاثة في الأمر، وطلب من عمر سليمان، التحدث للرئيس الأسبق ليبلغه بصعوبة الموقف وأن الظروف تقتضى تنحيه عن الحكم؛ وكانت فكرة التنحي وليدة اليومين الأخيرين من حكم مبارك10 و11 فبراير، وتمت صياغة البيان والذي قرأه على مبارك تليفونيًا عمر سليمان، ولم يطلب الرئيس الأسبق سوى تعديل كلمة واحدة بدلا من التنحي لتصبح التخلي عن الحكم.
واجتمع الفريق أحمد شفيق واللواء عمر سليمان والفريق سامى عنان والمشير حسين طنطاوي، لبحث الأمر وجرى الاتفاق على مطالبة الرئيس بالتنحي من السلطة، وطلبوا من عمر سليمان أن يتحدث إلى الرئيس مبارك، ويطلب منه التنحي من السلطة وعندما طلب عمر سليمان من مبارك التنحي قال له لماذا أتنحى؟ وقد نقلت لك كل الاختصاصات، ولكن سليمان أكد له أن الوضع خطير، وفى النهاية وافق مبارك وطلب منه أن يستبدل كلمة «التنحي» بكلمة «التخلي عن السلطة».
غير أن الثورة ومن بعدها التنحي انتهيا بوصول الإخوان إلى الحكم في سابقة هي الأولي في تاريخ مصر وبعد جمع 22مليون توقيع لسحب الثقة من مرسي كان التظاهر يوم 30 يونيو وانتهي الأمر بالإطاحة بحكم الإخوان في 3 يوليو 2013.
وعن رؤيته لحصاد وثمار ثورة 25يناير والتي انتهت بتخلي مبارك عن الحكم يقول عبدالغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبي ونائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان أن ثورة 25 يناير تم إجهاضها وقد خضع من تولوا مسئولية المرحلة الانتقالية لابتزاز الإخوان المسلمين واستجابوا لمطلبهم بتعديل الدستور تمهيدا لانتخابات مجلس الشعب الذي استأثروا بأغلبيته وكان من المفترض أن يعقب تنحي مبارك مرحلة انتقالية يتم إعداد دستورجديد فيها ثم يتم انتخاب المؤسسات الدستورية.
Blogger Comment
Facebook Comment