لعلها أولى الخطوات الجدية نحو الاهتمام بطلاب الجامعات المخترعين والمبتكرين، والذين يلجأون للمسابقات العالمية هربا من المعوقات التي تواجههم داخل وطنهم، وذلك بعدما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال الاحتفال بعيد العلم، عن إطلاق المبادرة القومية نحو بناء "مجتمع مصرى يتعلم ويفكر ويبتكر"، وهى المبادرة التى كان الرئيس كلف المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى بإعدادها منذ شهر سبتمبر 2014، لصياغة منظومة متكافئة لتطوير البحث العلمى.
طلاب كلية الهندسة بجامعة القاهرة، ضربوا أروع الأمثلة، في الإصرار والتحدي للمنافسات العالمية بتحدياتهم، وابتكارتهم، فكان هناك 7 فرق من كلية الهندسة شاركوا في مسابقات عالمية للمشاريع الابتكارية.
وأكد الطلاب " أن أهدافهم تتمثل في تنمية مهارات الطلاب أعضاء الفرق المختلفة، ونشر ثقافة البحث العلمي والتطبيقي لدى الطلبة بدلاً من تحصيل العلوم نظرياً فقط، واقتحام مجالات هندسية وتكنولوجية متقدمة، والتي تحتاجها سوق الصناعة المصرية بشدة نظرا لعدم توفرها، خاصة التي تساهم في حل مشكلات المجتمع المصري، كأزمة الطاقة، وكذلك رفع اسم جمهورية مصر العربية وجامعة القاهرة في المحافل والمسابقات العلمية الدولية، والتأكيد على أن مصر لديها من الموارد البشرية، ما يجعلها قادرة على التفوق على الدول المتقدمة متمثلة في جامعاتها، وتحقيق تواصل بين الطلاب فى السنوات المختلفة لنقل الخبرات المكتسبة والبناء على ما سبق إنجازه.
أما عن المعوقات، فأكد الطلاب أنها تتمثل في المعوقات، عدم توافر الخبرات والمعرفة والمهارات التطبيقية اللازمة لدى الطلاب لبدء مثل هذه المشروعات، عدم توافر الموارد المالية والتمويل اللازم للمشروع، خاصة تكاليف الانتقال والإقامة والشحن للدول التى تقام بها هذه المسابقات، عدم توافر الأدوات والمعدات اللازمة لتنفيذ بعض عمليات التصنيع، عدم توافر بعض الخامات في السوق المحلية، قصر الوقت المتاح لتنفيذ المشروع.
وقال المهندس إسلام الطباخ، منسق الفرق المشاركة فى المسابقات العالمية، لـ"صدى البلد"، إن منظمة sea (منظمة السيارات العالمية)، وهى أكبر مؤسسة هندسية في العالم في مجال السيارات وتصنيعها وتصميمها، نظمت مسابقة وشارك فيها طلاب الكلية، وكان الهدف منها هو تصميم وتنفيذ نماذج لسيارات سباقات السرعة (Formula 1) ووضع تصور اقتصادي لإنشاء شركة تنتج هذا النوع من السيارات وبيعها في السوق المحلية للفريق.
وأضاف الطباخ أن السباق عقد على نفس الحلبة المخصصة لمسابقة Formula 1 وبعدها مباشرةً، وشارك فريق جامعة القاهرة في المسابقة التي عقدت في لندن عام 2012، وكانت أول مشاركة لفريق من جامعة القاهرة في هذه المسابقة، وحقق الفريق مركزا متقدما، والتي شاركت فيها فرق من 80 دولة، وكان وقتها أفضل مركز مصري عربي.
وأكد أن مميزات تصميم السيارة الجديدة هى أن السيارة خفيفة الوزن فوزنها الكلي 225 كيلوجراما، وهو رقم تنافسي في هذا السباق، وتتميز بمعدل تسارع عال، فتستطيع زيادة سرعتها من التوقف (السرعة = صفر) إلى السير بسرعة 100 كم/ساعة فقط في 4 ثوان، وكوابح (فرامل) السيارة قادرة على إيقاف السيارة من سرعة 100كم/ساعة في ثانيتين فقط، وصمم وصنع الفريق نظام مختلف لتبريد ونظام سحب الهواء وإخراج العادم إلى ومن المحرك بحيث يناسب تصميم السيارة.
أما عن الإنجاز الثاني للطلاب، فأكد أن شركة Shell، وهى إحدى كبرى الشركات العالمية في مجال الطاقة، نظمت مسابقة، وشارك الفريق فيها وعقدت في الفلبين في فبراير 2014، وكان الهدف هو تصميم وتنفيذ نماذج لسيارات موفرة لاستهلاك الوقود والسير بها أكثر مسافة ممكنة على المضمار بأقل كمية من البنزين، مشيرا إلى أن الفريق حقق المركز الثامن من بين 44 فريقا، بعدما استطاعت سيارة الفريق أن تسير مسافة تعادل سير 122 كيلو مترا بلتر واحد من البنزين.
وقال إن مميزات التصميم هى أن السيارة خفيفة الوزن، فجسمها الخارجي مصنع من مادة ألياف الكربون خفيفة الوزن وقادرة على تحمل الإجهادات، والشكل الخارجي للسيارة صمم بحيث تكون مقاومة الهواء أقل ما يمكن، واستخدام محرك مناسب بحيث يستطيع دفع السيارة بأقل استخدام للوقود، وتقليل احتكاك الأجزاء الداخلية وكذلك احتكاك الإطارات مع الأرضية.
وفيما يتعلق بالانجاز الثالث، فهو مشاركة الطلاب فى مسابقة erc، وعقدت في أمريكا في مايو 2014، والتي نظمتها Mars Society (جمعية المريخ)، كما شارك في المسابقة التي عقدت في بولندا في سبتمبر 2014، والتي ينظمها مؤسسات تابعة للاتحاد الأوروبي، وكان الهدف هو تصميم وتنفيذ نموذج إنسان آلي يسير في الفضاء على أسطح الكواكب ويقوم ببعض العمليات كتحليل بعض عينات التربة والتواصل مع مركبات الفضاء للقيام ببعض عمليات الصيانة، وحقق الفريق المركز التاسع في مسابقة University Rover Challenge، والتي عقدت بالولايات المتحدة مايو 2014، كما حقق الفريق المركز الثالث في مسابقة European Rover Challenge، والتي عقدت ببولندا سبتمبر 2014.
وأضاف الطباخ أن مميزات التصميم هى أن الروفر خفيف الوزن، فجسمه مصنع من مادة ألياف الكربون خفيفة الوزن وقادرة على تحمل الإجهادات، كما أن هناك نظام تعليق جيدا لتحمل السير على أسطح الكوكب غير المنتظمة، وكذلك يتم استخدام محركات كهربائية مناسبة مع وجود نظام تحكم سهل وانسيابي.
وتابع: "والإنجاز الرابع هو إعادة تدوير مخلفات مصانع السيراميك لاستخدامه في صناعة الطوب الطيني، وهى مسابقة نظمتها جامعة بوغازيكي، وهى واحدة من أكبر جامعات العالم الاجتماع الدولي والثقافي والأكاديمي لطلاب الهندسة حول العالم، وشارك الفريق في المسابقة التي عقدت على هامش المؤتمر في تركيا في مايو 2014 وحصل على المركز الأول كأكثر مشروع مستدام (SUSTAINABILITY)، وكان الهدف من المشروع هو إعادة تدوير مخلفات مصانع السيراميك لإستخدامه في صناعة الطوب الطيني".
وقال: "أما الإنجاز الخامس الذي ينتظر التحقيق، فهو المسابقة التي تنمها منظمة UNISEC، وهى إحدى كبرى المنظمات اليابانية المهتمة بعلوم الأقمار الصناعية والمهمات الفضائية، وكان مقررا لفريق كلية الهندسة أن يشارك فيها، وعقدت في نيفادا بالولايات المتحدة في سبتمبر 2014، وكان الهدف هو أن يقوم الفريق بتصميم وتصنيع روبوت صغير, يتحمل وضعه فى صاروخ ويتحمل الوصول إلى ارتفاعات عالية ويتم قذفه من أعلى بمظلة (باراشوت) ثم يذهب تلقائيا لنقطةهدف محددة على مسافة بعيدة دون تدخل أو توجيه من الإنسان".
وأكد الطباخ أن الفريق انتهى من إنهاء التصميم الهندسي، وبسبب ضعف الإمكانيات المادية هناك تعثر في تنفيذ المشروع، آملاً أن تلتفت الدولة للفريق لتنفيذ التصميم العام المقبل والمشاركة فيه بعد توافر الإمكانيات المادية المطلوبة، وناشد المسئولين الاهتمام بهم ورعايتهم حتي يحققوا حلمهم وحلم بلدهم، ويستطيعوا خدمتها.
Blogger Comment
Facebook Comment