أغرب حالات الطلاق والخلع داخل محاكم الأسرة
- زوج يذهب لإحضار تكاليف "الولادة" فاختفى سنتين ونصف
- سيدة تخلع زوجها بسبب الجن.. وأخرى بسبب الغيرة من الابن
عادة ما تكون حالات الطلاق والخلع لأسباب فى غالبها مأساوية، لكن لكل قاعدة شواذ، فبين هذا السواد والمرار قد تجد امثلة لحالات تتسم بالغرابة واحيانا بالطرافة، وتشاهد زوجا يقدم على تطليق زوجته بسبب قميص النوم، وآخر يدعى ذهابه لإحضار تكاليف الولادة فيخرج ولايعود، وامرأة تخلع بسبب الجن، وأم من غيرتها من حب زوجها لابنها تطلب الطلاق، "صدى البلد" يرصد أغرب حالات الطلاق والخلع في محاكم الاسرة.
يطلق زوجته بسبب "قميص نوم"
" هانت عليه عشرة سبع سنوات، تحملت فيها ما لا يتحمله بشر، وفى النهاية طلقنى بسبب قميص نوم" بهذة الكلمات المتلونة بنبرات البكاء والحسرة بدأت حمدية المرأة الثلاثينية والتى جاءت الى محكمة الاسرة بمصر الجديدة لرفع دعوى اثبات حضانة تحمل رقم 1270 لسنة 2014لتتمكن من الحاق ابنها الاكبر بالمدرسة حسب روايتها.
الزوجة الثلاثينية تكمل سرد تفاصيل مأساتها بصوت متهدج قائلة:" تزوجته بطريقة تقليدية، بدا لى زوج مناسب سيوفر لى حياة كريمة، فقد كان يعمل موظفا بمجلس الشعب، لم يكن يكبرنى الا ببضع سنوات، انجدعت بالطيبة التى كسى بها ملامح وجهه خلال الستة اشهر فترة الخطوبة، والحب الذى اوهمنى به، والحياة الوردية التى عشمنى بان احياها فى بيته، كنت ساذجة فلم يكن لى اى تجارب سابقة، تغاضيت عن علاقته النسائية المتعددة قبل الزواج، والشك الذى يملأ قلبه تجاه اى امرأة حتى ولو كانت امه، فقد اعمانى عشقه عن عيوبه، وجعلته فوق العباد".
تتدافع الذكريات امام ذهن المرأة الثلاثينية، تصمت قليلا لالتقاط انفاسها ثم تتابع :" ماانا وطأت قدمى بيته حتى اكتشفت اننى تزوجت برجل اخر، رجل قاس تمتد يديه لتضربنى على اتفه سبب، يقذفنى بابشع الالفاظ، مريض بداء الغيرة والشك، عشت معه سبع سنوات حبيسة لجدران القفص الذى اعده لى، حولنى الى امرأة بلا روح، اشبه بثمثال قابع فى ركن هادىء، لايحق لى الاعتراض على شىء، او اتخاذ قرار يخصنى او يخص بيتى، انجبت طفلين وتحملت لاجلهما كل هذا العذاب لكى ينشأ بين احضان ام واب، لكنى اكتشفت اننى جنيت عليهما فقد حبسهما والدهما كما حبسنى، وحرمهما ان يعيشا طفولتهما كباقى اقرانهم، لايقتربان من احد ولا احد يقترب منهما، حتى اقاربنا لايعرفون شكلهم حتى الان".
المرأة البائسة تستطرد فى حديثها قائلة:" استمرت علاقات زوجى النسائية، فامرأة بالنسبة له لاتكفى، رغم اننى لم اتأخر عنه يوما فى طلب، وحقوقه الشرعية لم امنعها عنه حتى ولو كنت متعبة، ادمن المنشطات الجنسية، حاولت ان اثنيه عن هذا الامر لكنى فشلت، فصمت وصبرت، لكن مالم اتحمله هو تدخل اخته السافر فى حياتنا، خاصة بعد ان اتنقلنا للسكن الى جوارها، اصبحت هى صاحبة القرار، الكلمة الاولى والاخيرة لها، مفتاح بيتى معاها وحياتى الشخصية واسرارى مشاع لها، وزوجى كان يخضع لها بشكل مهين، كان امامها كالطفل لاشخصية له ، فى كل مرة اراههما سويا كان يسقط من نظرى، وتدبت الخلافات بيننا لاتفه سبب، بدأ يتصيد لى الاخطاء، وطلقنى فى اقل من عام 3 مرات طلقات اخرها بسبب اعتراضى على قميص النوم الذى اشتراه لى، فقد اعتاد دوما ان يشترى لنفسه افخم ثياب، اما انا فيشترى لى ارخص الثياب، كان حال الخادمة افضل منى، كل هذا بسببها خربت بيتى سامحها الله".
تختتمت الزوجة الثلاثينية حديثها قائلة:" توسلت له الا يطلقنى للمرة الثالثة لاجل الطفلين، فلن يكون هناك مجال للرجعة، لكنه اصر وطلقنى عند محامى، والتزم كتابيا بدفع نفقة للصغار، لكن بعد فترة امتنع فلجأت للمحكمة ورفعت دعوى نفقة، وحكم لى القاضى ب400جنية بشكل مؤقت واستثنائى بعد ان علم بظروف مرض والدى وانه غير قادر على تحمل نفقاتنا، الان زوجى يندم على مافعله فى حق الصغار، اما انا فلم اكن له سوى مرحلة وانتهت، ورغم مااعانيه من الم الطلاق لكنى اشعر ولاول مرة منذ سنوات اننى حية وحرة، وحاليا انا بصدد رفع دعوى حضانة لكى اتمكن من الحاق الولدين بالمدارس دون الحاجة الى الرجوع الى والدهما، وسارفع بعدها دعوى اجر مسكن لاستاجر شقة اعيش فيها ، فانا اخشى ان يتوفى والدى فى اى لحظة، ويرمنى اخوتى فى الشارع، كل ما اتمناه ان اجد عملا يتناسب مع ظروفى، فانا لااستطيع ان اترك الطفلين بمفردهما مع والدى المريض فترة طويلة، حتى لاتحدث كارثة كبرى كما حدث من قبل واحرقوا المنزل".
"ذهب لتدبير نفقات الولادة ولم يعد من عامين ونصف"
جلست وسط زحام العابسين والمهمومين بإحدى قاعات الجلسات بمحكمة الأسرة بزنانيرى، ترتدى ملابس سوداء فوقها "شال" كحلى اللون، قبضت بيدها المرتعشة على أطرافه بإحكام، فبدت وكأنها تحتضن به نفسها البائسة، وتطمئن قلبها الموجوع من رجل تركها بعد 29 يومًا بالكمال والتمام من الزفاف بأمر من والدته، وعاد إليها خوفا من تنفيذ حكم سجنه 3 سنوات فى قضية التزوير التى أقامتها ضده، بعد ادعائه بتحريرها 10 إيصالات أمانة له وتنازلها عن حقوقها المادية -حسب روايتها- ثم ذهب قرب وضع وليدها بحجة توفير نفقات إجراء عمليتها القيصرية ولم يعد، لتكتشف بعد عامين ونصف أنه كان فى مهمة للبحث عن أخرى، إنها (ن.م) ذات الثلاثين ربيعًا، والتى طرقت أبواب المحكمة لرفع دعوى طلاق للضرر تنهى بها معاناتها التى استمرت لـ6 سنوات.
"قال لى زوجى: سأذهب لأوفر لك نفقات عمليتك القيصرية ولن اتأخر"، ودعته على أمل اللقاء، لكنه غاب عنى عامين ونصف، وظهر لى على هيئة اسم مدون على ورقة سلمها لى محضر، وألقى على مسامعى خبر زواجه بأخرى وإنجابه لطفلة فى عمر ابنته التى فر هاربا فور سماعه نبأ قدومها للحياة" بهذه الكلمات المؤلمة بدأت الزوجة الثلاثينية رواية تفاصيل حكايتها لـ"صدى البلد". ، وبوجه تكسوه ابتسامة حزينة تتابع مأساتها قائلة:" أعلم اننى قد أخطأت عندما آمنت لرجل سبق أن تركنى 3 أعوام ونصف دون أن يسأل عنى أو عن ابنه، بأمر من والدته التى أذاقتنى المرار منذ أول يوم وطأت فيه قدمى بيت ولدها، كانت تتعامل معى باعتبارى عدوتها التى خطفت ابنها الأكبر من حضنها، منعت عنى الطعام وأصرت أن أتناوله فى بيتها، وحرمت أهلى من زيارتى، وأصدرت أحكامها بألا أتحدث إلى أحد منهم، وصادرت تليفونى وأموالى كأننى فى معتقل سياسى، وبعد 29 يوما من الزواج بالتمام والكمال أرغمت ابنها على إعادتى الى بيت والدى بدعوى اننى لا أعجبها، ولأن ابنها لايرد لها طلبا فرضخ لفرمانها، ورد "البضاعة "التى اشتراها بماله ولم تأت على هوى والدته حتى تهدأ الأوضاع حسبما قال، لكنه ذهب يومها ولم يعد، وأدار ظهره لى وللجنين الذى يتشكل فى احشائى".
يحتل الألم قسمات الزوجة الثلاثينية وتتلون نبرات صوتها بالمرار وهى تقول: "لم يعد إلا لخوفه من الأحكام التى صدرت ضده فى قضية تبديد المنقولات ودعوى التزوير التى أقمتها ضده بعد استغلاله لتوقيعى على أوراق بيضاء أمضانى عليها فى ليلة "الصباحية"، بحجة أنه يرغب فى شراء سيارة ويحتاج منى أن أضمنه لدى البنك، وليحكم لعبته استعان باثنين ادعى أنهما مندوبان من البنك فصدقته ، لافاجأ به يدعى أننى تنازلت عن قائمة منقولاتى ومؤخر صداقي، وحررت له 10 إيصالات أمانة، ولأنه كاذب انقلبت حيلته عليه، وعاقبه الله بأن حكم عليه بـ 3 سنوات بتهمة التزوير".
تلوم الزوجة الثلاثينية نفسها على انخداعها بتوبة زوجها: "اعترف أننى لم أفهم غرضه من العودة فى البداية، وقبلت بوساطة محامى الخاص، وصدقت انه تاب وندم عما اقترفه فى حقى، وأن حادث السطو المسلح التى تعرض لها وكاد ان يودى بحياته، قد اعاد له رشده وايقظ ضميره، لكن عندما تركنى بعد مايقرب من 6 اشهر من رجوعه الى فور علمه بنوع الجنين ، واوهمنى بانه ذاهب لتوفير مصروفات الولادة ثم اختفى لمدة عامين ونصف، بدأت استجمع خيوط حياتى القصيرة معه، واسترجع كلماته الاخيرة عن مصير القضايا التى اقامتها ضده ومتى سأتنازل عنها، لأتأكد أنه لم يرجع لبيته إلا لخوفه من السجن، واحمد الله اننى لم ابلغه طوال فترة بقائى معى بان الاحكام قد سقطت بالتقادم قبل ان يردنى الى عصمته، لاننى لم انفذها حتى انقضت المدة المحددة لذلك، فمن حظه اننى لم اكن امتلك مالا حينها لادفع للقائمين على التنفيذ".
تختتم الزوجة المخدوعة روايتها بنفس تواقة للخلاص: " طرقت ابواب محكمة الأسرة و رفعت دعوى طلاق للضرر فور علمى بأمر زواجه الثانى وانجابه، وعددت فيها اسباب طلبى للطلاق ، ووضعت على رأسها هجر زوجى لى دون أسباب وزواجه دون علمى ، كل ما اتمناه أن يصدر الحكم سريعا حتى استطيع الانتهاء من إجراءات ضمى لمعاش والدى ليساعدنى فى مصروفات أولادى، خاصة أن دعوى النفقة لم يصدر فيها حكم حتى آلان ، ولا ألم لماذا لا يصدرون أحكاما بنفقة مؤقتة يخففون بها معاناتى ؟! ، فلولا أخى لم أكن أعرف ماذا سيحل بى وبصغارى".
تطلب الخلع بسبب الجن
بوجه شاحب عابس، وبصر شاخص وذهن شارد وقفت (م.ع) ذات الـ 36 ربيعا مرتدية عباءة سوداء فضفاضة تخفى بطنها المنتفخ من أثر الحمل، وتحيط عينيها المنهكتين بخط اسود رفيع، امام اعضاء مكتب تسوية المنازعات الاسرية بمحكمة الاسرة بزنانيرى، تطلب بصوت وهن الخلع بعد زواج لم يستمر الا لـ3 أشهر بسبب رفض زوجها ترك بيتهما المسكون بالجن كما تدعى.
"سامحها الله طليقة زوجى هى من دمرت حياتى بأعمالها السفلية".. هكذا استهلت الزوجة الثلاثينية حكايتها، وبكلمات متلعثمة وعيون دامعة تتابع: "نعم هى من قلبت دنيتى رأسا على عقب، وبسبب عملها الشيطانى جافى النوم عيونى وهاجمتنى الكوابيس، وبدأت ارى طيف اسود باهت الملامح ، واسمع اصوات غريبة، ولم اعد اتحمل ان يقترب زوجى منى، او ان امكث فى بيتى دقيقة، رغم اننى لم اؤذيها يوما وقبلت إن أربى صغيرتها لها بعد ان تركتها لوالدها، لكن كفاك الله كيد الدجالات، حكيت لزوجى ما اراه، واستعنا بالمشايخ والمقرئين، لكن دون جدوى، فطلبت منه ان نترك البيت ونتقل لاخر لعل وعسى يتبدل الحال، فرفض ووبخنى، حاولت اقناعه ولكنه استمر فى عناده، فحملت اغراضى ورحلت عنه، وقررت الخلاص من تلك العيشة قبل ان اصاب بالجنون، ومنذ ان تركت هذا البيت اللعين، وانا لا ارى مثل هذه الخيالات، قد اكون اخطأت عندما تزوجت برجل يكبرنى بأكثر من 20 عاما، ومطلق ولديه اطفال، لكن تقدمى فى السن جعلنى اقبل بأى رجل، ولن اعود إليه الا اذا اشترى لى بيت آخر".
استدعى اعضاء مكتب التسوية الزوج البالغ من العمر(58) عاما ليستمعوا لحكايته هو الاخر وبصوت غاضب بدأ يسرد روايته أمامهم: "فعلت المستحيل لأحافظ على بيتى وزوجتى، نحلت نعالى على اعتاب المشايخ والدجالين واضرحة اولياء الله الصالحين، ولم يمر يوما الا وزار بيتنا التعيس احد المقرئين ليتلو آياته وتعاويذه ويصرف ما أصاب بيتنا من الكرب بسبب عمل سلفى جهزته طليقتى لتفسد زواجى حسب ادعاء زوجتى، وفى كل مرة يلقون على مسامعى عبارة: "البيت مفيهوش حاجة، والست معلهاش"، لكن حالها لم ينصلح، وظلت كما هى طوال الوقت غاضبة وقلقة وتصب لعناتها علي بسبب وبدون سبب، وتتركنى وحيدا فى الفراش بالايام، حولت حياتى الى جحيم، وفؤجئت بها تطلب منى تغيير الشقة وتلح فى طلبها، حينها تأكدت ان الجن لم يكن سوى حيلة لجأت اليها زوجتى لتنتقل الى بيت آخر بعيدا عن اهلى، حاولت ان اقنعها بألا تخرب بيتها وتعود لرشدها، من اجل الجنين الت يتشكل فى احشائها، ولكنها اصرت على موقفها وتركت البيت، سعيت للصلح لكنها تشبثت بمطلبها، واقامت دعوى خلع ".
فشلت مساعى الصلح بين الزوجين بسبب اصرار الزوجة على شراء زوجها شقة جديدة لها شريطة التخلى عن دعوى الخلع، مما دفع اعضاء مكتب التسوية الى احالة الدعوى للمحكمة للفصل فيها.
الزوجة الغيورة تخلع زوجها بسبب حبه ﻻبنه
تكره المرأة ان يشاركها احدا فى قلب زوجها، فدوما تريد ان تكون الملكة الوحيدة المتوجة على عرش قلبه، لكن ان يصل بها الامر الى الغيرة من اطفالها، والتعامل معهم كأنهم اعداء فهذا قد يتخطى حدود العقل والمنطق، لكنه حدث مع (م.أ) الشاب الثلاثينى الذى طرق ابواب محكمة الاسرة بمصر الجديدة، لرفع دعوى انذار بالطاعة تحمل رقم 742 لسنة 2014، متعللا بانها محاولة لإعادة ابنه الوحيد الى البيت بعد ان رفعت والدته دعوى خلع ومنعته من رؤيته او استضافته حسب ماذكره فى صحيفة دعواه.
واستهل الزوج الثلاثينى رواية تفاصيل حكايته، بصوت تتلون نبراته بالغضب ووجه تسكن قسماته علامات التعجب والغضب، قائلا: "زوجتى تغار من حبى لابننا الوحيد، وكانها زوجة ابيه وليست امه".
ويتابع:" لايزال عقلى عاجزا عن استيعاب ماحدث معى حتى آلان، فلا يمكن لاحد أن يصدق أن تطلب زوجة من زوجها الخلع بسبب ارتباطه بابنه، لاول مرة اسمع عن أم تغار من حب أب لطفله، وتحاول ان تفرقه عنه بشتى الطرق، وتتعامل مع صغيرها باعتباره عدوها وليس قطعة منها، فتضربه وتعاقبه بدلا من ان تعاقب نفسها التى اساءت اليه بتركها له وهو لايزال فى المهد صبيا، يحتاج لحبها وحنانها ورعايتها، وراحت تجرى وراء تحقيق نجاحاتها الشخصية، ونسيت أن امومتها أهم من طموحاتها وعملها، وان النظرة فى وجهه البرىء الذى انتظرناه لاربع سنوات وفعلنا المستحيل لاجل هذا اليوم وصرفنا الغالى والنفيس اثمن من اى منصب قد تصل اليه".
تغيب الحدة عن صوت الزوج الثلاثينى، ويسكن بدلا منها الوهن واللوم عما جناه بسبب خنوعه قائلا: "قد تكون غلطتى من البداية عندما قبلت بتصرفاتها وخضعت لطلباتها، وتحملت ان اتجرعت المرار منها ومن والدتها وشقيقها المحترم بنفس راضية صابرة، أملا ان ينصلح حالها، رغم اننى لم اكن اطلب منها سوى الحد الأدنى من الاهتمام بطعامى ونظافتى ومعاشرتى واداء ماعلى الزوجة من واجبات تجاه زوجها، كنت اتقبل اعذارها التى لاتنتهى مرة متعبة من العمل وآخرى ماما وحشتنى، بح صوتى وايقنت حينها اننى اؤذن فى مالطة، فلم أجد مفرا من الاعتماد على نفسى وكأننى عازب، وبت اعد الطعام بنفسى وانظف المنزل واغسل الاوانى، وياليته كان مرضيا لها ولوالدتها التى كانت تتدخل دوما فى أدق تفاصيل حياتنا، مرت الايام معها ثقيلة وكئيبة، الى ان رزقنا بمولودنا الاول وظننت ان الاوضاع ستتغيير بقدومه لكنها ساءت".
ويواصل الزوج الثلاثينى لومه لنفسه على استسلامه لرغبات زوجته وامها قائلا: "عادت زوجتى المصون الى عملها وتركت طفلها الرضيع بلا عناية، وعندما ابديت تحفظى، كشرت عن أنيابها، وافصحت عما تكنه فى نفسها بأن حياتها الشخصية وعملها اهم من اى شىء فى الدنيا، وساندتها فى هذا القرار والدتها، ووضعنى الاثنان امام خيارين احلاهما مر، اما الرضوخ لرغبتها فى النزول لعملها واما الطلاق، وحفاظا على البيت وحياة الصغير الذى كنت امله من الدنيا تنازلت وقبلت بطلبها، وتوليت انا اطعامه وتنظيفه وعرضه على الاطباء، اصبحت امه وابيه، سامحها الله يتمته وهى لاتزال حية ترزق، وبمرور السنوات نشأت علاقة خاصة بينى وبينه، التصقنا كالتوأم، واصبح يعتمد على فى كل شئون حياته حتى فى استذكار دروسه، وفى المقابل كانت تحصد زوجتى نتيجة جفائها معه، اشتعلت نيران الغيرة فى صدرها، وصرحت لى بأن هذة الزيجة لو استمرت اكثر من ذلك ستفقد امومتها تجاه الصغير".
يخرج الاب المكلوم صورة ابنه الوحيد من محفظته الجلدية، ويتلمس بايدى مرتعشة ملامحه البريئة، وبعين دامعة يكمل حكايته: "حاولت ان اربأ الصدع الذى اصاب علاقتنا، ليس من اجلى ولكن من اجل ابنى الوحيد وللحفاظ على نفسيته وتفوقه الدراسى، فعرضت عليها ان اقيم فى "ريسبشن" البيت، وكأننى غريبا عنها، لكنها رفضت وقالت لى:" يبقى انا عملت ايه واستفدت ايه ماهى نفس المشكلة بل اسوأ لان كل يوم بيعدى الولد بيقرب منك اكنر وبيبعد عنى "، وطلبت الطلاق، لكننى هذة المرة رفضت الرضوخ الى اوامر والدتها وشقيقها العسكرية، بان اترك بيت الزوجية والا اتردد على الصغير فى مدرسته واكتفى برؤيته وفقا للقانون مرة كل اسبوع ولمدة 3 ساعات فقط وامنحها نصف راتبى، فلملمت متعلقاتها ومصوغاتها هى والصغير وذهبت لبيت والدتها، واصبحت اتذلل لارى ابنى، وبعدها فوجئت بهم يمهلونى 72 ساعة لاخلاء الشقة قبل ان يرفعوا ضدى اى قضايا، وبالفعل تلقيت اخطارات بدعاوى خلع ونفقة صغير وحضانة وتمكين من الشقة، وامام هذا السيل من الدعاوى لم اجد امامى سوى ان اقيم دعوى طاعة ودعوى رؤية لاعيد الصغير الى حضنى وبيتى، خاصة ان والدته رفضت حتى ان اوصله لمدرسته او رؤيته لساعتين او حتى استضيفه يومين فى الاسبوع".
وبنبرة حزينة يختتم الزوج الثلاثينى روايته قائلا:" نسيت اننى فعلت من اجلها المستحيل، اشتريت لها سيارة لاريحها من المواصلات، ودفعت اقسطاها من مرتبى رغم انها لها مرتب خاص بها، وضعت اموالى تحت تصرفها ومرتبى بأكمله كان بورد لحسابها اول باول، اشتركت لها فى نادى من اشهر النوادى بمصر لإرضائها، وجرت على معاش والدى المريضين لتلبية طلباتها التى لاتنتهى، وكانت النتيجة البصق على وجهى واهانتى امام الجميع ، وكدت ان اموت فى حادث سير واصيب الولد بحالة نفسية".
زادت ضعوط أهلى على وزادت حدة نبراتهم الساخطة على حالى الذى جاوز العامين وأنا بلا رجل، وتحت هذا الإرهاب النفسى وافقت أن أتزوج ثانية لعله يكون الخلاص، ولكنى أخذت عهد على نفسى بأن العقل من سيكون له الغلبة هذه المرة.
- زوج يذهب لإحضار تكاليف "الولادة" فاختفى سنتين ونصف
- سيدة تخلع زوجها بسبب الجن.. وأخرى بسبب الغيرة من الابن
عادة ما تكون حالات الطلاق والخلع لأسباب فى غالبها مأساوية، لكن لكل قاعدة شواذ، فبين هذا السواد والمرار قد تجد امثلة لحالات تتسم بالغرابة واحيانا بالطرافة، وتشاهد زوجا يقدم على تطليق زوجته بسبب قميص النوم، وآخر يدعى ذهابه لإحضار تكاليف الولادة فيخرج ولايعود، وامرأة تخلع بسبب الجن، وأم من غيرتها من حب زوجها لابنها تطلب الطلاق، "صدى البلد" يرصد أغرب حالات الطلاق والخلع في محاكم الاسرة.
يطلق زوجته بسبب "قميص نوم"
" هانت عليه عشرة سبع سنوات، تحملت فيها ما لا يتحمله بشر، وفى النهاية طلقنى بسبب قميص نوم" بهذة الكلمات المتلونة بنبرات البكاء والحسرة بدأت حمدية المرأة الثلاثينية والتى جاءت الى محكمة الاسرة بمصر الجديدة لرفع دعوى اثبات حضانة تحمل رقم 1270 لسنة 2014لتتمكن من الحاق ابنها الاكبر بالمدرسة حسب روايتها.
الزوجة الثلاثينية تكمل سرد تفاصيل مأساتها بصوت متهدج قائلة:" تزوجته بطريقة تقليدية، بدا لى زوج مناسب سيوفر لى حياة كريمة، فقد كان يعمل موظفا بمجلس الشعب، لم يكن يكبرنى الا ببضع سنوات، انجدعت بالطيبة التى كسى بها ملامح وجهه خلال الستة اشهر فترة الخطوبة، والحب الذى اوهمنى به، والحياة الوردية التى عشمنى بان احياها فى بيته، كنت ساذجة فلم يكن لى اى تجارب سابقة، تغاضيت عن علاقته النسائية المتعددة قبل الزواج، والشك الذى يملأ قلبه تجاه اى امرأة حتى ولو كانت امه، فقد اعمانى عشقه عن عيوبه، وجعلته فوق العباد".
تتدافع الذكريات امام ذهن المرأة الثلاثينية، تصمت قليلا لالتقاط انفاسها ثم تتابع :" ماانا وطأت قدمى بيته حتى اكتشفت اننى تزوجت برجل اخر، رجل قاس تمتد يديه لتضربنى على اتفه سبب، يقذفنى بابشع الالفاظ، مريض بداء الغيرة والشك، عشت معه سبع سنوات حبيسة لجدران القفص الذى اعده لى، حولنى الى امرأة بلا روح، اشبه بثمثال قابع فى ركن هادىء، لايحق لى الاعتراض على شىء، او اتخاذ قرار يخصنى او يخص بيتى، انجبت طفلين وتحملت لاجلهما كل هذا العذاب لكى ينشأ بين احضان ام واب، لكنى اكتشفت اننى جنيت عليهما فقد حبسهما والدهما كما حبسنى، وحرمهما ان يعيشا طفولتهما كباقى اقرانهم، لايقتربان من احد ولا احد يقترب منهما، حتى اقاربنا لايعرفون شكلهم حتى الان".
المرأة البائسة تستطرد فى حديثها قائلة:" استمرت علاقات زوجى النسائية، فامرأة بالنسبة له لاتكفى، رغم اننى لم اتأخر عنه يوما فى طلب، وحقوقه الشرعية لم امنعها عنه حتى ولو كنت متعبة، ادمن المنشطات الجنسية، حاولت ان اثنيه عن هذا الامر لكنى فشلت، فصمت وصبرت، لكن مالم اتحمله هو تدخل اخته السافر فى حياتنا، خاصة بعد ان اتنقلنا للسكن الى جوارها، اصبحت هى صاحبة القرار، الكلمة الاولى والاخيرة لها، مفتاح بيتى معاها وحياتى الشخصية واسرارى مشاع لها، وزوجى كان يخضع لها بشكل مهين، كان امامها كالطفل لاشخصية له ، فى كل مرة اراههما سويا كان يسقط من نظرى، وتدبت الخلافات بيننا لاتفه سبب، بدأ يتصيد لى الاخطاء، وطلقنى فى اقل من عام 3 مرات طلقات اخرها بسبب اعتراضى على قميص النوم الذى اشتراه لى، فقد اعتاد دوما ان يشترى لنفسه افخم ثياب، اما انا فيشترى لى ارخص الثياب، كان حال الخادمة افضل منى، كل هذا بسببها خربت بيتى سامحها الله".
تختتمت الزوجة الثلاثينية حديثها قائلة:" توسلت له الا يطلقنى للمرة الثالثة لاجل الطفلين، فلن يكون هناك مجال للرجعة، لكنه اصر وطلقنى عند محامى، والتزم كتابيا بدفع نفقة للصغار، لكن بعد فترة امتنع فلجأت للمحكمة ورفعت دعوى نفقة، وحكم لى القاضى ب400جنية بشكل مؤقت واستثنائى بعد ان علم بظروف مرض والدى وانه غير قادر على تحمل نفقاتنا، الان زوجى يندم على مافعله فى حق الصغار، اما انا فلم اكن له سوى مرحلة وانتهت، ورغم مااعانيه من الم الطلاق لكنى اشعر ولاول مرة منذ سنوات اننى حية وحرة، وحاليا انا بصدد رفع دعوى حضانة لكى اتمكن من الحاق الولدين بالمدارس دون الحاجة الى الرجوع الى والدهما، وسارفع بعدها دعوى اجر مسكن لاستاجر شقة اعيش فيها ، فانا اخشى ان يتوفى والدى فى اى لحظة، ويرمنى اخوتى فى الشارع، كل ما اتمناه ان اجد عملا يتناسب مع ظروفى، فانا لااستطيع ان اترك الطفلين بمفردهما مع والدى المريض فترة طويلة، حتى لاتحدث كارثة كبرى كما حدث من قبل واحرقوا المنزل".
"ذهب لتدبير نفقات الولادة ولم يعد من عامين ونصف"
جلست وسط زحام العابسين والمهمومين بإحدى قاعات الجلسات بمحكمة الأسرة بزنانيرى، ترتدى ملابس سوداء فوقها "شال" كحلى اللون، قبضت بيدها المرتعشة على أطرافه بإحكام، فبدت وكأنها تحتضن به نفسها البائسة، وتطمئن قلبها الموجوع من رجل تركها بعد 29 يومًا بالكمال والتمام من الزفاف بأمر من والدته، وعاد إليها خوفا من تنفيذ حكم سجنه 3 سنوات فى قضية التزوير التى أقامتها ضده، بعد ادعائه بتحريرها 10 إيصالات أمانة له وتنازلها عن حقوقها المادية -حسب روايتها- ثم ذهب قرب وضع وليدها بحجة توفير نفقات إجراء عمليتها القيصرية ولم يعد، لتكتشف بعد عامين ونصف أنه كان فى مهمة للبحث عن أخرى، إنها (ن.م) ذات الثلاثين ربيعًا، والتى طرقت أبواب المحكمة لرفع دعوى طلاق للضرر تنهى بها معاناتها التى استمرت لـ6 سنوات.
"قال لى زوجى: سأذهب لأوفر لك نفقات عمليتك القيصرية ولن اتأخر"، ودعته على أمل اللقاء، لكنه غاب عنى عامين ونصف، وظهر لى على هيئة اسم مدون على ورقة سلمها لى محضر، وألقى على مسامعى خبر زواجه بأخرى وإنجابه لطفلة فى عمر ابنته التى فر هاربا فور سماعه نبأ قدومها للحياة" بهذه الكلمات المؤلمة بدأت الزوجة الثلاثينية رواية تفاصيل حكايتها لـ"صدى البلد". ، وبوجه تكسوه ابتسامة حزينة تتابع مأساتها قائلة:" أعلم اننى قد أخطأت عندما آمنت لرجل سبق أن تركنى 3 أعوام ونصف دون أن يسأل عنى أو عن ابنه، بأمر من والدته التى أذاقتنى المرار منذ أول يوم وطأت فيه قدمى بيت ولدها، كانت تتعامل معى باعتبارى عدوتها التى خطفت ابنها الأكبر من حضنها، منعت عنى الطعام وأصرت أن أتناوله فى بيتها، وحرمت أهلى من زيارتى، وأصدرت أحكامها بألا أتحدث إلى أحد منهم، وصادرت تليفونى وأموالى كأننى فى معتقل سياسى، وبعد 29 يوما من الزواج بالتمام والكمال أرغمت ابنها على إعادتى الى بيت والدى بدعوى اننى لا أعجبها، ولأن ابنها لايرد لها طلبا فرضخ لفرمانها، ورد "البضاعة "التى اشتراها بماله ولم تأت على هوى والدته حتى تهدأ الأوضاع حسبما قال، لكنه ذهب يومها ولم يعد، وأدار ظهره لى وللجنين الذى يتشكل فى احشائى".
يحتل الألم قسمات الزوجة الثلاثينية وتتلون نبرات صوتها بالمرار وهى تقول: "لم يعد إلا لخوفه من الأحكام التى صدرت ضده فى قضية تبديد المنقولات ودعوى التزوير التى أقمتها ضده بعد استغلاله لتوقيعى على أوراق بيضاء أمضانى عليها فى ليلة "الصباحية"، بحجة أنه يرغب فى شراء سيارة ويحتاج منى أن أضمنه لدى البنك، وليحكم لعبته استعان باثنين ادعى أنهما مندوبان من البنك فصدقته ، لافاجأ به يدعى أننى تنازلت عن قائمة منقولاتى ومؤخر صداقي، وحررت له 10 إيصالات أمانة، ولأنه كاذب انقلبت حيلته عليه، وعاقبه الله بأن حكم عليه بـ 3 سنوات بتهمة التزوير".
تلوم الزوجة الثلاثينية نفسها على انخداعها بتوبة زوجها: "اعترف أننى لم أفهم غرضه من العودة فى البداية، وقبلت بوساطة محامى الخاص، وصدقت انه تاب وندم عما اقترفه فى حقى، وأن حادث السطو المسلح التى تعرض لها وكاد ان يودى بحياته، قد اعاد له رشده وايقظ ضميره، لكن عندما تركنى بعد مايقرب من 6 اشهر من رجوعه الى فور علمه بنوع الجنين ، واوهمنى بانه ذاهب لتوفير مصروفات الولادة ثم اختفى لمدة عامين ونصف، بدأت استجمع خيوط حياتى القصيرة معه، واسترجع كلماته الاخيرة عن مصير القضايا التى اقامتها ضده ومتى سأتنازل عنها، لأتأكد أنه لم يرجع لبيته إلا لخوفه من السجن، واحمد الله اننى لم ابلغه طوال فترة بقائى معى بان الاحكام قد سقطت بالتقادم قبل ان يردنى الى عصمته، لاننى لم انفذها حتى انقضت المدة المحددة لذلك، فمن حظه اننى لم اكن امتلك مالا حينها لادفع للقائمين على التنفيذ".
تختتم الزوجة المخدوعة روايتها بنفس تواقة للخلاص: " طرقت ابواب محكمة الأسرة و رفعت دعوى طلاق للضرر فور علمى بأمر زواجه الثانى وانجابه، وعددت فيها اسباب طلبى للطلاق ، ووضعت على رأسها هجر زوجى لى دون أسباب وزواجه دون علمى ، كل ما اتمناه أن يصدر الحكم سريعا حتى استطيع الانتهاء من إجراءات ضمى لمعاش والدى ليساعدنى فى مصروفات أولادى، خاصة أن دعوى النفقة لم يصدر فيها حكم حتى آلان ، ولا ألم لماذا لا يصدرون أحكاما بنفقة مؤقتة يخففون بها معاناتى ؟! ، فلولا أخى لم أكن أعرف ماذا سيحل بى وبصغارى".
تطلب الخلع بسبب الجن
بوجه شاحب عابس، وبصر شاخص وذهن شارد وقفت (م.ع) ذات الـ 36 ربيعا مرتدية عباءة سوداء فضفاضة تخفى بطنها المنتفخ من أثر الحمل، وتحيط عينيها المنهكتين بخط اسود رفيع، امام اعضاء مكتب تسوية المنازعات الاسرية بمحكمة الاسرة بزنانيرى، تطلب بصوت وهن الخلع بعد زواج لم يستمر الا لـ3 أشهر بسبب رفض زوجها ترك بيتهما المسكون بالجن كما تدعى.
"سامحها الله طليقة زوجى هى من دمرت حياتى بأعمالها السفلية".. هكذا استهلت الزوجة الثلاثينية حكايتها، وبكلمات متلعثمة وعيون دامعة تتابع: "نعم هى من قلبت دنيتى رأسا على عقب، وبسبب عملها الشيطانى جافى النوم عيونى وهاجمتنى الكوابيس، وبدأت ارى طيف اسود باهت الملامح ، واسمع اصوات غريبة، ولم اعد اتحمل ان يقترب زوجى منى، او ان امكث فى بيتى دقيقة، رغم اننى لم اؤذيها يوما وقبلت إن أربى صغيرتها لها بعد ان تركتها لوالدها، لكن كفاك الله كيد الدجالات، حكيت لزوجى ما اراه، واستعنا بالمشايخ والمقرئين، لكن دون جدوى، فطلبت منه ان نترك البيت ونتقل لاخر لعل وعسى يتبدل الحال، فرفض ووبخنى، حاولت اقناعه ولكنه استمر فى عناده، فحملت اغراضى ورحلت عنه، وقررت الخلاص من تلك العيشة قبل ان اصاب بالجنون، ومنذ ان تركت هذا البيت اللعين، وانا لا ارى مثل هذه الخيالات، قد اكون اخطأت عندما تزوجت برجل يكبرنى بأكثر من 20 عاما، ومطلق ولديه اطفال، لكن تقدمى فى السن جعلنى اقبل بأى رجل، ولن اعود إليه الا اذا اشترى لى بيت آخر".
استدعى اعضاء مكتب التسوية الزوج البالغ من العمر(58) عاما ليستمعوا لحكايته هو الاخر وبصوت غاضب بدأ يسرد روايته أمامهم: "فعلت المستحيل لأحافظ على بيتى وزوجتى، نحلت نعالى على اعتاب المشايخ والدجالين واضرحة اولياء الله الصالحين، ولم يمر يوما الا وزار بيتنا التعيس احد المقرئين ليتلو آياته وتعاويذه ويصرف ما أصاب بيتنا من الكرب بسبب عمل سلفى جهزته طليقتى لتفسد زواجى حسب ادعاء زوجتى، وفى كل مرة يلقون على مسامعى عبارة: "البيت مفيهوش حاجة، والست معلهاش"، لكن حالها لم ينصلح، وظلت كما هى طوال الوقت غاضبة وقلقة وتصب لعناتها علي بسبب وبدون سبب، وتتركنى وحيدا فى الفراش بالايام، حولت حياتى الى جحيم، وفؤجئت بها تطلب منى تغيير الشقة وتلح فى طلبها، حينها تأكدت ان الجن لم يكن سوى حيلة لجأت اليها زوجتى لتنتقل الى بيت آخر بعيدا عن اهلى، حاولت ان اقنعها بألا تخرب بيتها وتعود لرشدها، من اجل الجنين الت يتشكل فى احشائها، ولكنها اصرت على موقفها وتركت البيت، سعيت للصلح لكنها تشبثت بمطلبها، واقامت دعوى خلع ".
فشلت مساعى الصلح بين الزوجين بسبب اصرار الزوجة على شراء زوجها شقة جديدة لها شريطة التخلى عن دعوى الخلع، مما دفع اعضاء مكتب التسوية الى احالة الدعوى للمحكمة للفصل فيها.
الزوجة الغيورة تخلع زوجها بسبب حبه ﻻبنه
تكره المرأة ان يشاركها احدا فى قلب زوجها، فدوما تريد ان تكون الملكة الوحيدة المتوجة على عرش قلبه، لكن ان يصل بها الامر الى الغيرة من اطفالها، والتعامل معهم كأنهم اعداء فهذا قد يتخطى حدود العقل والمنطق، لكنه حدث مع (م.أ) الشاب الثلاثينى الذى طرق ابواب محكمة الاسرة بمصر الجديدة، لرفع دعوى انذار بالطاعة تحمل رقم 742 لسنة 2014، متعللا بانها محاولة لإعادة ابنه الوحيد الى البيت بعد ان رفعت والدته دعوى خلع ومنعته من رؤيته او استضافته حسب ماذكره فى صحيفة دعواه.
واستهل الزوج الثلاثينى رواية تفاصيل حكايته، بصوت تتلون نبراته بالغضب ووجه تسكن قسماته علامات التعجب والغضب، قائلا: "زوجتى تغار من حبى لابننا الوحيد، وكانها زوجة ابيه وليست امه".
ويتابع:" لايزال عقلى عاجزا عن استيعاب ماحدث معى حتى آلان، فلا يمكن لاحد أن يصدق أن تطلب زوجة من زوجها الخلع بسبب ارتباطه بابنه، لاول مرة اسمع عن أم تغار من حب أب لطفله، وتحاول ان تفرقه عنه بشتى الطرق، وتتعامل مع صغيرها باعتباره عدوها وليس قطعة منها، فتضربه وتعاقبه بدلا من ان تعاقب نفسها التى اساءت اليه بتركها له وهو لايزال فى المهد صبيا، يحتاج لحبها وحنانها ورعايتها، وراحت تجرى وراء تحقيق نجاحاتها الشخصية، ونسيت أن امومتها أهم من طموحاتها وعملها، وان النظرة فى وجهه البرىء الذى انتظرناه لاربع سنوات وفعلنا المستحيل لاجل هذا اليوم وصرفنا الغالى والنفيس اثمن من اى منصب قد تصل اليه".
تغيب الحدة عن صوت الزوج الثلاثينى، ويسكن بدلا منها الوهن واللوم عما جناه بسبب خنوعه قائلا: "قد تكون غلطتى من البداية عندما قبلت بتصرفاتها وخضعت لطلباتها، وتحملت ان اتجرعت المرار منها ومن والدتها وشقيقها المحترم بنفس راضية صابرة، أملا ان ينصلح حالها، رغم اننى لم اكن اطلب منها سوى الحد الأدنى من الاهتمام بطعامى ونظافتى ومعاشرتى واداء ماعلى الزوجة من واجبات تجاه زوجها، كنت اتقبل اعذارها التى لاتنتهى مرة متعبة من العمل وآخرى ماما وحشتنى، بح صوتى وايقنت حينها اننى اؤذن فى مالطة، فلم أجد مفرا من الاعتماد على نفسى وكأننى عازب، وبت اعد الطعام بنفسى وانظف المنزل واغسل الاوانى، وياليته كان مرضيا لها ولوالدتها التى كانت تتدخل دوما فى أدق تفاصيل حياتنا، مرت الايام معها ثقيلة وكئيبة، الى ان رزقنا بمولودنا الاول وظننت ان الاوضاع ستتغيير بقدومه لكنها ساءت".
ويواصل الزوج الثلاثينى لومه لنفسه على استسلامه لرغبات زوجته وامها قائلا: "عادت زوجتى المصون الى عملها وتركت طفلها الرضيع بلا عناية، وعندما ابديت تحفظى، كشرت عن أنيابها، وافصحت عما تكنه فى نفسها بأن حياتها الشخصية وعملها اهم من اى شىء فى الدنيا، وساندتها فى هذا القرار والدتها، ووضعنى الاثنان امام خيارين احلاهما مر، اما الرضوخ لرغبتها فى النزول لعملها واما الطلاق، وحفاظا على البيت وحياة الصغير الذى كنت امله من الدنيا تنازلت وقبلت بطلبها، وتوليت انا اطعامه وتنظيفه وعرضه على الاطباء، اصبحت امه وابيه، سامحها الله يتمته وهى لاتزال حية ترزق، وبمرور السنوات نشأت علاقة خاصة بينى وبينه، التصقنا كالتوأم، واصبح يعتمد على فى كل شئون حياته حتى فى استذكار دروسه، وفى المقابل كانت تحصد زوجتى نتيجة جفائها معه، اشتعلت نيران الغيرة فى صدرها، وصرحت لى بأن هذة الزيجة لو استمرت اكثر من ذلك ستفقد امومتها تجاه الصغير".
يخرج الاب المكلوم صورة ابنه الوحيد من محفظته الجلدية، ويتلمس بايدى مرتعشة ملامحه البريئة، وبعين دامعة يكمل حكايته: "حاولت ان اربأ الصدع الذى اصاب علاقتنا، ليس من اجلى ولكن من اجل ابنى الوحيد وللحفاظ على نفسيته وتفوقه الدراسى، فعرضت عليها ان اقيم فى "ريسبشن" البيت، وكأننى غريبا عنها، لكنها رفضت وقالت لى:" يبقى انا عملت ايه واستفدت ايه ماهى نفس المشكلة بل اسوأ لان كل يوم بيعدى الولد بيقرب منك اكنر وبيبعد عنى "، وطلبت الطلاق، لكننى هذة المرة رفضت الرضوخ الى اوامر والدتها وشقيقها العسكرية، بان اترك بيت الزوجية والا اتردد على الصغير فى مدرسته واكتفى برؤيته وفقا للقانون مرة كل اسبوع ولمدة 3 ساعات فقط وامنحها نصف راتبى، فلملمت متعلقاتها ومصوغاتها هى والصغير وذهبت لبيت والدتها، واصبحت اتذلل لارى ابنى، وبعدها فوجئت بهم يمهلونى 72 ساعة لاخلاء الشقة قبل ان يرفعوا ضدى اى قضايا، وبالفعل تلقيت اخطارات بدعاوى خلع ونفقة صغير وحضانة وتمكين من الشقة، وامام هذا السيل من الدعاوى لم اجد امامى سوى ان اقيم دعوى طاعة ودعوى رؤية لاعيد الصغير الى حضنى وبيتى، خاصة ان والدته رفضت حتى ان اوصله لمدرسته او رؤيته لساعتين او حتى استضيفه يومين فى الاسبوع".
وبنبرة حزينة يختتم الزوج الثلاثينى روايته قائلا:" نسيت اننى فعلت من اجلها المستحيل، اشتريت لها سيارة لاريحها من المواصلات، ودفعت اقسطاها من مرتبى رغم انها لها مرتب خاص بها، وضعت اموالى تحت تصرفها ومرتبى بأكمله كان بورد لحسابها اول باول، اشتركت لها فى نادى من اشهر النوادى بمصر لإرضائها، وجرت على معاش والدى المريضين لتلبية طلباتها التى لاتنتهى، وكانت النتيجة البصق على وجهى واهانتى امام الجميع ، وكدت ان اموت فى حادث سير واصيب الولد بحالة نفسية".
زادت ضعوط أهلى على وزادت حدة نبراتهم الساخطة على حالى الذى جاوز العامين وأنا بلا رجل، وتحت هذا الإرهاب النفسى وافقت أن أتزوج ثانية لعله يكون الخلاص، ولكنى أخذت عهد على نفسى بأن العقل من سيكون له الغلبة هذه المرة.
Blogger Comment
Facebook Comment