يسري مصطفى
تم مؤخرا تداول كلمة “ناشط/ة” أو “نشطاء” كتعبير سياسى أو اجتماعى يشير إلى شخص أو مجموعة تنشط فى أحد المجالات الاجتماعية أو السياسية من أجل التغيير (أو عدم التغيير حسب نوع القضية أو هدف الشخص أو المجموعة). وكغيرها من الكلمات فإنها جديدة فى الساحة العربية، وبالتالى فهى غير مألوفة، ومع ذلك انتشرت إنتشارا واسعا بفعل أجهزة الإعلام للتعريف بأشخاص ومجموعات ظهروا على الساحة السياسية والإعلامية فى إطار الزخم الحركى السياسى خلال السنوات الماضية. ومع انتشارها فى واقع سياسى متغير فقد تم تحميلها بالكثير من الدلالاتالإيجابية لدى البعض، والسلبية لدى كثيرين، وبشكل عام فإنها لحد كبير بلا معنى محدد وواضح. فإذا كانت كلمة activist (ناشط/ة) سهلة الترجمة، إلا ان الحالة التى تصف الفعل activism ليس لها ترجمة مقبولة فى اللغة العربية، وعندما يترجمها البعض بـ “الناشطية” فإنها لغويا غير مريحة أو مستساغة.
ومع الأسف، لم يسعفنى الوقت لكى أبحث أصل استخدام هذه الكلمات كتعبيرات سياسية واجتماعية. ولكن على أى حال فإن ما يعنينى هنا هو الاستخدام الحالى للكلمة فى السياق المصرى والعربى وتبعات هذا الاستخدام. فكلمة “ناشط/ة” أو نشطاء يجرى استخدامها من قبل وسائل الإعلام لتعريف بأشخاص واقعيين أو حتى وهميين. وأعنى بالواقعى أن يتم التعريف بشخص أو بمجموعة من الأشخاص بصورة مباشرة، كأن يتم تقديم شخص فى وسائل الإعلام باعتباره/ا ناشط/ة ليتحدث عن قضية أو اتجاه ما؛ أما الوهمى فعندما يجرى استخدام الكلمة للإشارة أفعال مجهلة أو مجموعات مبهمة، أو حتى الإشارة إلى النشطاء كمصدر لمعلومة أو خبر، كأن يقال “وقال نشطاء أن قوات النظام ترتكب مجازر جماعية فى بلدة كذا”.. وهكذا فكما يجرى استخدام الكلمة للتعريف، فقد يجرى استخدامها كذلك لعدم التعريف أو التجهيل. وربما يكون سبب انتشار الكلمة إعلاميا هو الحاجة إلى إيجاد لغة تناسب حالة السيولة السياسية والحركية التى تفتقر إلى الإنتماء المؤسسىالواضح. فكما تم توظيف الكلمة لوصف أشخاص معروفين أو أصبحوا معروفين بفضل الإعلام، فقد استخدمت كثيرا لوصف أشخاص بلاهوية أو انتماء محدد بإعتبارهم رموز واقع سياسى جديد.وبهذا المعنى. وعليه يمكن الربط بين كلمة “نشطاء” وبين مصطلح “الهوية”: فهى كلمة للكشف والاخفاء، التعريف والتجهيل، أو حتى إعطاء هوية لحظية لمن لا هوية لهم. ففى العادة كان يتم تعريف الأشخاص وفق انتماءاتهم السياسية أو المهنية، كأن يكون الشخص عضو حزب سياسى، أو نقابى، أو محامى أوغيره، ويقترن النشاط السياسى أو الاجتماعى بهذا الإنتماء الأساسى. أما كلمة “ناشط” فلا تتطلب بالضرورة إنتماءات محددة، فيكفى أن يصف الإعلام شخصا بأنه ناشط فى المطلق.
وفى حين استطاعت الآلة الإعلامية أن توظف الكلمة وكأنها وجدت اللغة المناسبة، فقد اربك هذا الإستخدام المتلقى وأشاع حالة من عدم اليقين إزاء الفعل السياسى والاجتماعى. والأخطر هواستخدام هذه الكلمة للتعريف بمجموعات غير مرئية فى مناطق النزاع مثل الحالة السورية على وجه التحديد، وهكذا يضيع الحد الفاصل فى الوصف والتوصيف بين فاعل اجتماعى فى مؤسسة حقوقية أو جماعة سياسية معروفة، وبين عضو فاعل فى جماعة مسلحة غير معروفة، أو شخص مجهول أو ربما غير موجود. وقد تجد الكلمة من يدافع عنها، وقد تجد من يرفضها بل ويتهكم من حامليها، لكن تبقى الحقيقى وهى أنها كلمة تعكس حالة السيولة التى نعيشها فى عالم الهويات المرتبكة والسائلة واللحظية، وقد يكون هذا الوصف مصدر ربح أو خسارة لمن يوصفون به، ومع ذلك فإن الإعلام، كآلةوصف، يظل سيد الموقف، حيث يمكنه أن يقدم شخصا بلا تاريخ أو مؤهلات بوصفه ناشطا سياسيا أو اجتماعيا.
تم مؤخرا تداول كلمة “ناشط/ة” أو “نشطاء” كتعبير سياسى أو اجتماعى يشير إلى شخص أو مجموعة تنشط فى أحد المجالات الاجتماعية أو السياسية من أجل التغيير (أو عدم التغيير حسب نوع القضية أو هدف الشخص أو المجموعة). وكغيرها من الكلمات فإنها جديدة فى الساحة العربية، وبالتالى فهى غير مألوفة، ومع ذلك انتشرت إنتشارا واسعا بفعل أجهزة الإعلام للتعريف بأشخاص ومجموعات ظهروا على الساحة السياسية والإعلامية فى إطار الزخم الحركى السياسى خلال السنوات الماضية. ومع انتشارها فى واقع سياسى متغير فقد تم تحميلها بالكثير من الدلالاتالإيجابية لدى البعض، والسلبية لدى كثيرين، وبشكل عام فإنها لحد كبير بلا معنى محدد وواضح. فإذا كانت كلمة activist (ناشط/ة) سهلة الترجمة، إلا ان الحالة التى تصف الفعل activism ليس لها ترجمة مقبولة فى اللغة العربية، وعندما يترجمها البعض بـ “الناشطية” فإنها لغويا غير مريحة أو مستساغة.
ومع الأسف، لم يسعفنى الوقت لكى أبحث أصل استخدام هذه الكلمات كتعبيرات سياسية واجتماعية. ولكن على أى حال فإن ما يعنينى هنا هو الاستخدام الحالى للكلمة فى السياق المصرى والعربى وتبعات هذا الاستخدام. فكلمة “ناشط/ة” أو نشطاء يجرى استخدامها من قبل وسائل الإعلام لتعريف بأشخاص واقعيين أو حتى وهميين. وأعنى بالواقعى أن يتم التعريف بشخص أو بمجموعة من الأشخاص بصورة مباشرة، كأن يتم تقديم شخص فى وسائل الإعلام باعتباره/ا ناشط/ة ليتحدث عن قضية أو اتجاه ما؛ أما الوهمى فعندما يجرى استخدام الكلمة للإشارة أفعال مجهلة أو مجموعات مبهمة، أو حتى الإشارة إلى النشطاء كمصدر لمعلومة أو خبر، كأن يقال “وقال نشطاء أن قوات النظام ترتكب مجازر جماعية فى بلدة كذا”.. وهكذا فكما يجرى استخدام الكلمة للتعريف، فقد يجرى استخدامها كذلك لعدم التعريف أو التجهيل. وربما يكون سبب انتشار الكلمة إعلاميا هو الحاجة إلى إيجاد لغة تناسب حالة السيولة السياسية والحركية التى تفتقر إلى الإنتماء المؤسسىالواضح. فكما تم توظيف الكلمة لوصف أشخاص معروفين أو أصبحوا معروفين بفضل الإعلام، فقد استخدمت كثيرا لوصف أشخاص بلاهوية أو انتماء محدد بإعتبارهم رموز واقع سياسى جديد.وبهذا المعنى. وعليه يمكن الربط بين كلمة “نشطاء” وبين مصطلح “الهوية”: فهى كلمة للكشف والاخفاء، التعريف والتجهيل، أو حتى إعطاء هوية لحظية لمن لا هوية لهم. ففى العادة كان يتم تعريف الأشخاص وفق انتماءاتهم السياسية أو المهنية، كأن يكون الشخص عضو حزب سياسى، أو نقابى، أو محامى أوغيره، ويقترن النشاط السياسى أو الاجتماعى بهذا الإنتماء الأساسى. أما كلمة “ناشط” فلا تتطلب بالضرورة إنتماءات محددة، فيكفى أن يصف الإعلام شخصا بأنه ناشط فى المطلق.
وفى حين استطاعت الآلة الإعلامية أن توظف الكلمة وكأنها وجدت اللغة المناسبة، فقد اربك هذا الإستخدام المتلقى وأشاع حالة من عدم اليقين إزاء الفعل السياسى والاجتماعى. والأخطر هواستخدام هذه الكلمة للتعريف بمجموعات غير مرئية فى مناطق النزاع مثل الحالة السورية على وجه التحديد، وهكذا يضيع الحد الفاصل فى الوصف والتوصيف بين فاعل اجتماعى فى مؤسسة حقوقية أو جماعة سياسية معروفة، وبين عضو فاعل فى جماعة مسلحة غير معروفة، أو شخص مجهول أو ربما غير موجود. وقد تجد الكلمة من يدافع عنها، وقد تجد من يرفضها بل ويتهكم من حامليها، لكن تبقى الحقيقى وهى أنها كلمة تعكس حالة السيولة التى نعيشها فى عالم الهويات المرتبكة والسائلة واللحظية، وقد يكون هذا الوصف مصدر ربح أو خسارة لمن يوصفون به، ومع ذلك فإن الإعلام، كآلةوصف، يظل سيد الموقف، حيث يمكنه أن يقدم شخصا بلا تاريخ أو مؤهلات بوصفه ناشطا سياسيا أو اجتماعيا.
Blogger Comment
Facebook Comment